الزراعة في فناءات المنازل المدمرة وفوق الأسطح وسيلة أهالي شمال غزة لتجاوز المجاعة

استطاع أهالي شمال قطاع غزة أن يبتكروا طرقًا وأساليبًا متنوعة للصمود أما الحصار الخانق، الذي تفرضه قوات الجيش الإسرائيلي، والتغلب على المجاعة التي أودت بحياة عشرات الأرواح.
Sputnik
منذ بدأت إسرائيل حربها على قطاع غزة، وقسمته إلى قسمين شمالي وجنوبي، وقننت إلى ما دون الحد الأدنى دخول المساعدات لشماله وفرضت إسرائيل حصارًا مطبقًا علىه، الأمر الذي أطلقت عليه الأمم المتحدة "عقاب جماعي للفلسطينيين"، ما أدخل شمال غزة في مجاعة حقيقية أودت بحياة العشرات من الأطفال وكبار السن.
وابتكر أهالي غزة وسائل عدة للتغلب على معاناتهم، وكانت الزراعة في المساحات الفارغة في البيوت وفوق الأسطح وعلى الجدران، إحدى وسائلهم لتحدي المجاعة والحصار.
مجتمع
البنك الدولي: نسبة الفقر في غزة تبلغ عتبة الـ100% وكل سكان القطاع يعانون منه
أبو أنور، رجل تجاوز الستين من العمر، وجد في الزراعة فوق سطح منزله وسيلة للتغلب على الجوع ونقص المواد الأساسية في الأسواق المتبقية شمال القطاع، يقول لوكالة "سبوتنيك": "الأسواق والمحلات تفتقر للخضرة، لقد تم تدمير الأراضي الزراعية من قبل الاحتلال، حيث تم ضربها بالمتفجرات والمواد الكيميائية ولم تعد تصلح للزراعة".
ويضيف: "لقد بدأنا على سطح المنزل بزراعة أنواع كثيرة من الخضروات والأشجار المثمرة التي نستطيع الحصول عليها وزراعتها. ننقل التربة الزراعية من أماكن أخرى ونقوم بحملها ورفعها الى الطابق الثاني حيث السطح".
عباس: إسرائيل دمرت غزة بالكامل تقريبا ولم تعد صالحة للحياة
وأشار أبو أنور إلى أن الفلسطينيين في شمال القطاع يكابدون المعاناة، حيث القصف والدمار من جهة، والجوع الناجم الحصار الخانق الذي يفرضه الجيش الإسرائيلي، وعدم وجود مواد غذائية من جهة أخرى، ما دفعهم للزراعة رغم معاناة الحصول على المياه ونقلها من أجل ري النباتات.
في مزرعته التي تظهر فيها بعض الخضروات الناضجة، يتنقل الرجل الستيني بين المزروعات، يراقب وضعيتها يروي بعضها بالماء الذي تحتاج إليه في رحلة نضوجها حتى تصبح صالحة للاستخدام الآدمي.
تقرير: الجيش الإسرائيلي يعتزم عرض بدائل لخطة توزيع المساعدات الإنسانية في غزة
وفي منزل آخر في مدينة غزة، يصارع الشاب حسن من أجل البقاء والصمود أمام أهوال الحرب والجوع. في منزله الذي يحاصره الركام بدأ بزراعة بعض الخضروات من أجل توفير ما يسد به رمق أسرته التي فضلت البقاء في المدينة ورفضت النزوح.
يقول حسن لوكالة "سبوتنيك": "أنا أعيش في مدينة غزة، وقد دفعني نقص الخضرة في الأسواق، بفعل الحصار الإسرائيلي، للتوجه للزراعة في منزلي المهدم من أجل توفير ما يمكن الحصول عليه من المواد الغذائية الطازجة".
طلبة غزة بلا مدارس ومخاوف من ضياع جيل ثان مع بدء العام الدراسي
ويضيف حسن: "ليس من السهل الحصول على المياه لري النباتات، هناك نقص كبير في المياه. وكذلك هناك نقص في الأدوية المضادة للحشرات التي تحتاج لها النباتات حتى لا تتلف، حيث من الصعب جدا الحصول على تلك الأدوية".
ورغم ما يكابده حسن من مشقة الحصول على المياه للري، ومتابعة الخضروات لتحييد الفاسد منها والاهتمام بالجيد، إلا أنه يمتلك إصرارًا في المتابعة ومواصلة العمل، فشبح المجاعة الذي خيّم على شمال قطاع غزة لا يزال ماثلًا في ذهنه لم يمسحه الزمن.
نائب فلسطيني: أمريكا شريكة في جريمة الإبادة الجماعية وشريان حيوي لبقاء الاحتلال في فلسطين
حركة حماس توجه بيانا للأمين العام للأمم المتحدة تطالب فيه بتحرك فوري لإنهاء الحرب على غزة
مناقشة