وأوضح الوزير الأسبق، في حديث لإذاعة "سبوتنيك"، أن "القرارات الدولية اليوم من الواضح أنها بيد الولايات المتحدة الأمريكية، فالأخيرة تنفذ ما يهدد الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وتواجه أوامر مجلس الأمن الدولي عبر استخدام حق النقض "الفيتو".
وأشار منصور إلى أن "ما يجري في منطقة الشرق الأوسط هو تطبيق لسياسة إسرائيلية أمريكية مشتركة، ومشروع تخطط له واشنطن منذ ما لا يقل عن 30 عاما".
واعتبر أن "تغيير خريطة الشرق الأوسط ليس مقترحا إسرائيليا فحسب، بل أمريكي"، مشيرا إلى أن "إسرائيل ليست سوى أداة يستخدمها الأمريكيون في المنطقة، ويمدونها بالمال والسلاح والأدوات الديبلوماسية".
وذكّر الوزير اللبناني الأسبق "بالمحاولات المتكررة من قبل واشنطن لتعطيل مقترحات وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، وتمريرها مشاريع لا تخدم سوى مصالحها الشخصية، فضلا عن امتناعها أحيانا عن التصويت على بعض القرارات".
وشدد على أن "صدور أي قرار في مجلس الأمن الدولي يتطلب إجراءات تنفيذية صارمة على الأرض، وإلا اعتبر قرار غير ملزم، وبالتالي اعتبرت سياسات المحافل الدولية ووعودها القانونية ما هي إلا كذبة".
وأوضح أن "التمادي الإسرائيلي في المنطقة ناتج عن الضوء الأخضر الذي تأخذه الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة من واشنطن، إذ تعمل الأخيرة على تأمين كل وسائل الدعم لإسرائيل وتبعد عنها العقوبات الدولية".
وذكّر الوزير الأسبق بالخطابين الذين ألقاهما رئيس الوزراء الإسرائيلي أمام الكونغرس الأمريكي والجمعية العامة للأمم المتحدة قائلا: "كلام بنيامين نتنياهو عن توسيع دائرة الحرب والذهاب بها بعيدا، والتصفيق الحار الذي قابله في كلي الحدثين، يدلان على أنه مدعوم من المجتمع الغربي الذي يدعي التحضر".
وشدد على أن "رغبة الولايات المتحدة بتغيير صورة الشرق الأوسط على طريقتها دفعت إسرائيل إلى اتباع خطوات إجرامية لتحقيق أهداف أمريكية".
وجدّد الوزير اللبناني الأسبق تذكيره بأن "الولايات المتحدة ترغب في جرف غزة والقضاء على المقاومة الفلسطينية والاستيلاء على القطاع وإنشاء إدارة مدنية والانتقال إلى الضفة الغربية ومناطق عربية أخرى".
وانتقد السلوك الأمريكي "الرافض، إلى حد الساعة، الاعتراف بأن الجيش الإسرائيلي يرتكب مجازر في المنطقة، بزعم أن ليس لدى الإدارة الأمريكية أدلة كافية على ذلك".
وبيّن الوزير اللبناني الأسبق أن "الانتخابات الرئاسية الأمريكية لن تغيّر من حال الشرق الأوسط، إذ إن السياسة الأمريكية معروفة"، موضحا أن "وضع مسألة دعم إسرائيل على قائمة الحملات الانتخابية لدى المرشحين الديمقراطيين والجمهوريين خير دليل على النوايا الأمريكية الخبيثة".
وأضاف منصور: "ما يحصل في انتخابات الولايات المتحدة الأمريكية، لا يحصل في أي دولة في العالم، فالأمريكيون يسعون جاهدين لدعم إسرائيل، تلبية لسياسات اللوبيات الصهيونية في أمريكا، ولو كانت على حساب المواطنين".
وبداية أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أعلن الجيش الإسرائيلي بدء تنفيذ "عملية برية محددة الهدف والدقة" في جنوب لبنان، ضد أهداف وبنى تحتية لـ"حزب الله"، بحسب قوله، في عدد من القرى القريبة من الحدود، ما يمثل تصعيدًا كبيرًا جديدًا في الصراع الدائر بين الجانبين، ويهدد بنشوب حرب إقليمية.