نازحون يصنعون الفحم من الحطب لمواجهة قسوة الشتاء والحرب

يواصل الجيش الإسرائيلي حربه على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر 2023، ويتعرض القطاع لعشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، مع ارتكاب مجازر ضد المدنيين، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح غالبية السكان.
Sputnik
ويعيش الفلسطينيون في قطاع غزة في مخيمات مكتظة، وتزداد معاناة النازحين من بيوتهم المدمرة مع حلول فصل الشتاء، والمخاوف من الظروف التي تفاقم حياة النازحين، وتعيش كل الأسر مأساة حقيقية في فصل الشتاء، إما بسبب الغرق أو لفقدان التدفئة والأغطية والملابس اللازمة للتعامل مع الأجواء شديدة البرودة، وسط شح وسائل التدفئة في ظل انقطاع الكهرباء والغاز.
وأفادت الأمم المتحدة بأن 9 من كل 10 أشخاص في قطاع غزة، نزحوا لمرة واحدة منذ بدء الحرب مقدرة عددهم بنحو 1.9 مليون فلسطيني من سكان القطاع البالغ عددهم قرابة 2.4 مليون نسمة تقريباً.

الفحم في مواجهة الشتاء

ويكافح عدد من النازحين من شمال قطاع غزة، للعمل على إنتاج الفحم، في منطقة حدودية بمدينة خان يونس، متحدين الظروف التي خلفتها الحرب المتواصلة، وتحت أزيز الطائرات ووسط مخاوف من توغل إسرائيلي مفاجئ، يستمر معاذ أبو عودة وعدد من العمال في تأمين الفحم الصناعي من الحطب، لمساعدة النازحين على الدفء في فصل الشتاء.
1 / 3

معاذ أبو عودة، نازح من بيت حانون شمال قطاع غزة

2 / 3

معاذ أبو عودة، نازح من بيت حانون شمال قطاع غزة

3 / 3

معاذ أبو عودة، نازح من بيت حانون شمال قطاع غزة

معاذ أبو عودة نازح من بيت حانون شمال قطاع غزة، كان قبل الحرب يعمل في صناعة الفحم، واليوم يعود إليها بعدما تغيرت الظروف، ويقول معاذ لوكالة "سبوتنيك":
"الفكرة جاءت لعدم توفر الغاز أو الوقود أو الكهرباء للتدفئة، ورغم مخاطر هذا العمل القريب من الحدود، نستمر في صناعة الفحم من الأخشاب، وقد توفر الخشب بسبب عمليات الاحتلال في التجريف والهدم للأراضي وأشجار الزيتون، وفي ظل الظروف الحالية، الفحم هو بديل جيد، ويستعمل للتدفئة والطهي، وحتى للإنارة، وهذا ما يحتاجه النازحون في الوقت الحالي".
ويقوم العمال بترتيب الحطب الذي يقطعونه إلى قطع صغيرة على شكل هرم، ويغطونه بقش ومن ثم بالتراب الذي يتخلله فوهات صغيرة يوقد به القش وينبعث منه دخانا كثيفا، ثم يبقى على هذه الحالة عدة أيام وسط انبعاثات الدخان، جراء احتراق الحطب وتحوله إلى فحم.
1 / 6
نازحون يصنعون الفحم من الحطب لمواجهة قسوة الشتاء والحرب في غزة
2 / 6
نازحون يصنعون الفحم من الحطب لمواجهة قسوة الشتاء والحرب في غزة
3 / 6
نازحون يصنعون الفحم من الحطب لمواجهة قسوة الشتاء والحرب في غزة
4 / 6
نازحون يصنعون الفحم من الحطب لمواجهة قسوة الشتاء والحرب في غزة
5 / 6
نازحون يصنعون الفحم من الحطب لمواجهة قسوة الشتاء والحرب في غزة
6 / 6
نازحون يصنعون الفحم من الحطب لمواجهة قسوة الشتاء والحرب في غزة
وتعتبر هذه المهنة التي يمارسها عدد من الفلسطينيين في منطقة قريبة من الحدود الشرقية لمدينة خان يونس جنوبي القطاع، محفوفة بمخاطر الموت برصاص الجيش الإسرائيلي أو المرض جراء انبعاثات الدخان الكثيف الناجم عن احتراق الحطب.
النازح فايز العزازمة من شمال غزة، يعمل في صناعة الحطب لتوفير لقمة العيش لعائلته التي عانت من النزوح المتكرر، ويقول لـ"سبوتنيك" وقد صاحبه السعال بسبب انبعاثات الدخان الكثيف:
"حاليا كل سكان قطاع غزة يعتمدون على الحطب والفحم، وليس هناك بديل متوفر في القطاع، والجميع يحتاج للتدفئة ضمن الوسائل المتاحة".
1 / 3

فايز العزازمة، نازح من شمال غزة

2 / 3

فايز العزازمة، نازح من شمال غزة

3 / 3

فايز العزازمة، نازح من شمال غزة

وعن صناعة الفحم من الأخشاب يقول العزازمة: "نقوم بوضع الحطب فوق بعضه بطريقة معينة تشبه الهرم، ثم نقوم بتغطيته بالتبن، وبعدها نضع طبقة من الرمل، مع وضع الماء عليه، ونقوم بإشعال النار من الجهة العلوية، مع ترك فوهات صغيرة، ومن ثم نغطيه بالنايلون لمدة أربع أيام، بعدها يصبح فحم جاهز للاستخدام".
ويجلب عاملون الحطب من أراضٍ زراعية قريبة من السياج الأمني الإسرائيلي شرق خان يونس، كان الجيش الإسرائيلي قد جرفها ودمرت أشجارها، وغالبية الأخشاب من شجر الزيتون، ويقول معاذ أبو عودة لوكالة "سبوتنيك":
"هذه المهنة فيها مخاطرة كبيرة، وعدم أمان بسبب الاحتلال وعملياته العسكرية القريبة، وفي ظل ظروف الحرب، يصبح الجميع معرضون للخطر في أي وقت".
1 / 4
نازحون يصنعون الفحم من الحطب لمواجهة قسوة الشتاء والحرب في غزة
2 / 4
نازحون يصنعون الفحم من الحطب لمواجهة قسوة الشتاء والحرب في غزة
3 / 4
نازحون يصنعون الفحم من الحطب لمواجهة قسوة الشتاء والحرب في غزة
4 / 4
نازحون يصنعون الفحم من الحطب لمواجهة قسوة الشتاء والحرب في غزة
ويقول العزازمة لوكالة "سبوتنيك" عن سعر الفحم: "السعر قديما يختلف كثيرا، فقد كان كيلو الفحم قبل الحرب يباع، بـ3 شيكل، (0.83 دولار)، لكن بسبب الحرب هناك عوامل تسببت في ارتفاع سعره، منها المخاطرة العالية وكذلك جلب الحطب بات مهمة خطرة للغاية، فالوصول إلى تلك المناطق مغامرة كبيرة قد يدفع الشخص حياته ثمنا لها، لذلك يباع كيلو الفحم في الوقت الحالي بـ20 شيكل، (5.5 دولار).
أحمد جميل، نازح في خان يونس
وليس بمقدور غالبية سكان القطاع الذين فتكت بهم الحرب لأكثر من عام وأفقدتهم أعمالهم ومصادر رزقهم ومدخراتهم، شراء الفحم نظرا لارتفاع أسعاره، لكنهم يحاولون الحصول على بعض منه لتدفئة خيامهم الباردة في الشتاء ليوم أو أكثر، ويقول النازح أحمد جميل لـ"سبوتنيك":
"صناعة الفحم جيدة في هذا التوقيت، وهي بديل متوفر بعد انقطاع الكهرباء والغاز، وشراء كيلو من الفحم يوفر الدفء لعائلة نازحة في فصل الشتاء، لكن الأسعار غالية بالنسبة للنازحين، لكنها تبقى بديل جيد".
"إبرة وخيط"... نازحون في قطاع غزة يصنعون ملابس الشتاء من البطانيات
وقبل اندلاع الحرب، بعد السابع من أكتوبر 2023، كان اعتماد الغزيين بصورة أساسية على الفحم المستورد، غير أن إسرائيل تمنع إدخاله إلى القطاع، وتستمر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وسط شح المساعدات الإنسانية التي تصل إلى القطاع، وهذه الظروف أدت إلى زيادة معاناة السكان، وبات عليهم في فصل الشتاء المحاولة في كل يوم للحصول على القليل من الغذاء والتدفئة، وسط كارثة إنسانية مستمرة هناك.
ويواصل الجيش الإسرائيلي حربه على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وفي اليوم الـ425 ارتفع عدد القتلى منذ بداية الحرب على القطاع، إلى 44,580 قتيل غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 105,739 آخرين.
وفي 7 أكتوبر، شن مقاتلون من "حماس" هجوما على جنوب إسرائيل أدى لمقتل 1200 إسرائيلي، وفقا لبيانات إسرائيلية رسمية، ورداً على هجوم "حماس"، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء" على الحركة، وتقول إسرائيل إن 130 أسيراً ما زالوا محتجزين في غزة، بينهم 30 ماتوا، من إجمالي 250 شخصاً خطفوا في 7 أكتوبر.
جراح تونسي من غزة: حجم الدمار يتجاوز كل التصورات والطواقم الصحية منهكة وتكافح لإنقاذ الأرواح
المساعدات الإنسانية في غزة بين مطرقة السرقة وسندان قلة الإمدادات الغذائية
مناقشة