لا تؤثر البكتيريا التي تعيش داخل الفم على صحة اللثة والأسنان فقط، فقد يتأثر الدماغ أيضًا بهذه المستعمرات الفموية، وكشفت الدراسة عن أن سبب الخرف قد يأتي من داخل الفم.
أجريت الدراسة على 55 مشاركًا يعانون من ضعف إدراكي خفيف، كان لدى أولئك الذين يمتلكون وفرة عالية نسبيًا من البكتيريا من نوع "Neisseria" في أفواههم ذاكرة جيدة، ووظيفة إدراكية قوية، وانتباه بصري أفضل.
تشير الدراسة الحالية إلى أنه من خلال تعزيز بعض البكتيريا في الفم، يمكننا تأخير التدهور المعرفي. ويمكن تحقيق ذلك باستخدام "البروبيوتيك" أو "البريبايوتكس" التي يمكن أن تعزز وتغذي مجتمعات ميكروبية معينة في تجويف الفم في غضون أسابيع فقط.
في السنوات الأخيرة، على سبيل المثال، برزت صحة الفم السيئة كعامل خطر رئيسي للتدهور المعرفي. حتى أن العلماء وجدوا بعض البكتيريا المرتبطة بأمراض اللثة في أدمغة أولئك الذين ماتوا بسبب مرض ألزهايمر.
ومع ذلك، ليست كل الميكروبات الموجودة في الفم ضارة بالضرورة للدماغ، بعضها قد يكون وقائيًا أيضًا. على غرار البكتيريا الموجودة في الأمعاء، فإن التوازن الجيد للميكروبيوم هو المفتاح.
تضم بكتيريا "Neisseria" أكثر من 20 نوعًا من البكتيريا، يعيش العديد منها عادةً في الأنف والفم وقد يمنح فوائد صحية.
في الآونة الأخيرة، وجدت الدراسات أن بكتيريا "Neisseria" يمكن أن تخفض ضغط الدم لدى الشخص من خلال المساعدة في تحويل الأطعمة الغنية بالنترات (عادةً الخضروات) إلى أكسيد النيتريك.
في الدراسة الحالية، وجدت عالمة الأحياء الجزيئية جوانا لوريو وزملاؤها أن من بين 33 مشاركًا مصابين بالضعف الإدراكي الجزيئي والذين لديهم استعداد وراثي للإصابة بمرض ألزهايمر، كان لدى العديد منهم ميكروبيوم فموي يهيمن عليه نوع "Prevotella" وليس نوع "Neisseria".
كان أحد أنواع "Prevotella"، مؤشرًا لخطر وراثي مرتفع للإصابة بالخرف. ويشير هذا إلى أنه يمكن استخدامه كعلامة مبكرة لخطر الإصابة بالأمراض.
ووفقا للدراسة التي نشرتها مجلة "ساينس أليرت" العلمية، فإن الأنظمة الغذائية الغنية بالنترات، مثل النظام الغذائي المتوسطي، ترتبط بتحسن صحة الدماغ، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم الارتباط بين ما نضعه في أفواهنا، وميكروبيوم الفم لدينا، وجزيئات الإشارة الرئيسية التي تنتجها تلك الميكروبات.