وقالت صحيفة "هسبريس" المغربية، وفقا لمعطيات جرى تداولها، إن "الموقوفين الأربعة وصلوا إلى وسط مدشر ودوار نائي في إقليم وزان، حيث يعتقد أن الكنز مدفون هناك، على متن سيارة رقمها يعود لملكية الدولة، في خطة لتمويه الأهالي والعابرين بأن السيارة تابعة للدولة".
وحسب الصحيفة: "شرع الأشخاص الأربعة في الحفر في وضح النهار، مستخدمين المعاول بحثا عن كنز قد لا يكون له أثر سوى في مخيلتهم"، مشيرةً إلى أن "السلطة المحلية في بلدة بوقرة أجهضت هذه المغامرة الغارقة في الطقوس الأسطورية، حيث اقتادتهم إلى مخفر الشرطة وبدأت التحقيق معهم تحت إشراف النيابة العامة المختصة".
وقال الباحث في علم الاجتماع، الدكتور محمد بن عيسى، للصحيفة: "ظاهرة البحث عن الكنوز تعد من الظواهر الاجتماعية الراسخة في عمق المخيال الشعبي المغربي، وهي لا تنفصل عن البنية الذهنية والرمزية التي تشكلت عبر قرون من التفاعل بين الواقع والأسطورة، الدين والسحر، الطموح والفقر".
وأضاف: "الاعتقاد بوجود كنوز مدفونة، غالبا ما يقال إنها تعود إلى الجن أو إلى عهود غابرة من الرومان أو البرتغاليين أو حتى ملوك محلية، يشكل تمثلا جماعيا تتداخل فيه الثنائيات المتناقضة: المقدس والمدنس، الواقعي والمتخيل، الرمزي والعجائبي".
وشدد على أن "البحث عن الكنز ليس مجرد ممارسة هامشية أو طيش أفراد، بل هو مرآة تعكس هشاشة الواقع الاقتصادي والاجتماعي، واختلالات في التوازن بين العلم والخرافة، وبين الحلم والواقع"، وتابع: "دراسة هذه الظاهرة تتجاوز الطرافة السطحية لتلامس عمق الأزمة الرمزية والاجتماعية في بنية المجتمع المغربي".
وبيّنت الصحيفة أن المحاكم الابتدائية في المغرب، تصدر قرارها بعشرات الملفات المتعلقة بقضايا البحث عن الكنوز، إذ تجرم مجموعة القانون الجنائي المغربي التنقيب عن الكنوز، حيث ينص الفصل 528 أنه "كل من عثر على كنز، ولو في ملك له، ولم يخطر به السلطة العامة، في ظرف خمسة عشر يوما من يوم اكتشافه، يعاقب بغرامة من مائتين إلى مائتين وخمسين درهما".
وتنص الفقرة الثانية من الفصل 528 من مجموعة القانون الجنائي المغربي: "أما من عثر على كنز وتملكه، كله أو بعضه، دون أن يصدر له إذن بذلك من الجهة القضائية المختصة، حتى ولو كان قد أخطر به السلطة العامة، فإنه يعاقب بالحبس من شهر إلى ستة أشهر وغرامة من مائتين إلى مائتين وخمسين درهما".
وتنتشر قصص "الكنوز المدفونة" من الجنوب الشرقي إلى شمالي المغرب، حيث تروي شهادات شفهية غير موثقة أن بعض هذه الكنوز تعود إلى عهد ملوك الرومان القدامى، في حين تنسبها روايات أخرى إلى عالم الجن و"فقيه" يفك طلاسم لفتح أبواب رزق مغلقة.