وعليه، بات السؤال المطروح: هل الحديث عن نزع سلاح "حزب الله" في ظل الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على الجنوب، خطوة نحو الاستقرار أم وصفة لانفجار داخلي؟ وما علاقة هذا الطرح بمشروع تطبيع إقليمي أوسع يشمل سوريا أيضا؟.
نزع سلاح "المقاومة"
وأضاف: "يبدو أن هناك تسارعا لافتا في الخطوات، تحت ذريعة أن "حزب الله" تلقى ضربة، وبالتالي، فإن الفرصة سانحة الآن، خصوصًا مع التبدلات الحاصلة في سوريا، لرسم مشهد سياسي جديد في المنطقة، وخاصة في سوريا ولبنان، وعنوان هذا المشهد هو التطبيع مع إسرائيل".
وأردف: "خلاف ذلك، هناك حملة تهويل وضغط كبير، داخليا وخارجيا، في محاولة لإضعاف "حزب الله" ودفعه إلى الاستسلام للأمر الواقع، وقبول كل ما يعرض عليه من طروحات".
وحول وجود قابلية في الداخل السوري لاتفاق سلام وتطبيع، قال بيرم: "من المفترض أن نقول إن الشعب السوري ذو توجهات قومية معروفة، ولكن معاناته خلال السنوات العشر أو الأحد عشر الماضية، منذ اندلاع الثورة، حرمته من التفكير في القضايا القومية الكبرى، هذا شعب شُرّد ويعاني من الجوع والتهميش، وقد فقد كل أوراق قوته. حتى الجيش لم يعد كما كان، والعقد العسكري تفكك. القرار اليوم ليس بيد النخبة التقليدية، بل بيد نخبة هجينة لا تمثل الإرادة الحقيقية للشعب، لذلك أعتقد أن مناعة سوريا تجاه التطبيع باتت ضعيفة ومتواضعة، إن صح التعبير".
شروط لبنانية
وأضاف منيّر: "في المقابل، ومع وجود حكومة إسرائيلية متطرفة... كما هي حال الحكومة الحالية، فإن إعادة الجولان أمر مستبعد تماما، وتصريحات وزراء مثل سموتريتش وبن غفير، تؤكد بشكل واضح أن هذا الأمر غير مطروح بالمطلق".
أما بخصوص الورقة التي طرحها الموفد الأمريكي توماس باراك، والرد اللبناني عليها، وإن كان "حزب الله" سيتماشى مع هذه الورقة، قال منيّر: "جميع التصريحات والمواقف حتى الآن لا تشير إلى ذلك، وأبرزها تصريح الشيخ نعيم قاسم، الذي تحدث بوضوح عن الاستعداد للشهادة، قائلا: هل نتخيل أننا سنظل صامتين إلى الأبد؟ هذا غير صحيح، فنحن جماعة "هيهات منا الذلة"، ومن يلاحقنا سيرى كيف ننتصر، بالنصر أو الشهادة".