وبسبب هذه الخدمات، البعيدة تماما عن الأنانية، سُجل اسم عز الدين في القائمة القصيرة لجائزة "نانسن للاجئ" لعام 2017 والتي تقدمها مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين وتضم خمسة مرشحين.
ولم يحالف الحظ عز الدين، حيث فاز بالجائزة التي أُعلنت يوم الإثنين (18 سبتمبر/ أيلول) المحامي النيجيري زانا مصطفى على مساعدته في تأمين الإفراج عن تلميذات تشيبوك اللائي خطفهن مسلحو جماعة "بوكو حرام" في عام 2014.
وتمنح جائزة "نانسن للاجئ" مفوضية اللاجئين التي تقدم للفائز بالجائزة مبلغ 150 ألف دولار لتمويل مشروع يكمل عمله الحالي.
وحظي عز الدين بشهرة وتقدير لعمله لأنه لا يحمل مرضاه سوى مبلغ رمزي قدره نحو عشر سنتات كرسوم للكشف.
وعز الدين (74 عاما) من مواليد محافظة السويداء في جنوب سوريا ودرس الطب في جامعة دمشق وبعد تخرجه في عام 1968 افتتح عيادة في منطقة فقيرة لخدمة المرضى ومعالجتهم مقابل كشف يطيقونه ولا يمثل عبئا عليهم.
وهذا الأجر الرمزي للطبيب يُشعر المرضى بكرامتهم وبأنهم يدفعون مقابلا للخدمة التي يتلقونها.
وقال الطبيب إحسان عز الدين لتلفزيون "رويترز" "أنا موجود ضمن شريحة فقيرة. من شان أولا يعني نخلق نوع من التوازن، لا أنا أحتاج ولا هم يُجهدوا في سبيل خدمة طبية معينة. نقيت ها المبلغ هذا. أولا أنا مكتفي والمريض ما بيشكل عليه عبء".
وقال مريض في عيادة الطبيب عز الدين، يدعى ريمون ملاعب، "مو لأنه المعاينة بخمسين ليرة. بس بتحس براحة نفسية بس تفوت على العيادة من شان أنت تنفحص والدكتور بيريحك يعني. بيريحك بالمعاينة، بيريحك بحديثه، بطريقة الفحص تبعيته، وأنت بتحس براحة".
وأضاف مريض آخر يدعى عبد الكريم حسين "أولا خدمة بدون أُجرة، وبيريح الإنسان المريض كتير".
وأوضح عز الدين أنه يستقبل نحو 150 مريضا في اليوم وأن مقابل الكشف البسيط الذي يتلقاه يكفيه لحياة معقولة.