وأكد الأنصاري أن الحوار الاستراتيجي كان رسالة واضحة إلى دول المقاطعة مفادها: أن "الولايات المتحدة لديها خطوط حمراء فيما يتعلق بالأزمة الخليجية، ربما توافرت النية سابقا لتجاوزها، إلا أن الجديد في هذا الحوار هو حرص وزير الخارجية الأمريكي ريكس تليرسون على التأكيد، أن الأزمة الخليجية كان لها آثار سلبية، ليس على المستوى الاقتصادي فقط، وإنما على المستوى العسكري أيضا، بل وأكد تليرسون أن هذه الآثار السلبية لم تتضرر بها دول الحصار فقط، وإنما أيضا تضررت بها الولايات المتحدة ذاتها".
وأوضح أن تصريحات المسؤولين الأمركيين أثناء انعقاد الحوار، بأن واشنطن تقف إلى جوار قطر وتلتزم بالدفاع عنها حال تعرضها لأي تهديد عسكري، تعد رسالة واضحة إلى الدول الأربع، بأن الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء تعرض قطر لأي هجوم عسكري، مضيفاً أن التصريحات الأمريكية أكدت على أن العلاقات القطريةالأمريكية استراتيجية وحقيقية — لا تشمل مجالا بعينه — وتمتد إلى كافة المجالات العسكرية والأمنية والسياسية والاقتصادية والتجارية.
وبيَّن أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة قطر، أن "اللغة الأمريكية أثناء الحوار كانت متعاطفة جداً مع الرواية القطرية، ولم تكن هناك أي إشارة سلبية إلى قطر، بل كانت الإشادات واضحة بدور قطر وتقدمها في مجال وتمويل ومكافحة الإرهاب، والاتجار بالبشر، مؤكداً أن الحوار الاستراتيجي رسخ لبدء حوارات ثنائية قادمة بين قطر والولايات المتحدة، تحدد لها موعداً سنويا، من أجل مناقشة كافة المجالات، على أن يكون الحوار على نفس المستوى الرفيع الذي كان عليه، عندما حضر وزير الخارجية والدفاع والخزانة، إضافة إلى خمسة وزراء آخرين قطريين.