ونقل مراسل "سبوتنيك" عن مصادر أمنية أن افتتاح الممر الإنساني بريف إدلب الجنوبي الشرقي مجددا، يجري بالتنسيق مع الجانب الروسي لتسهيل عبور المدنيين الراغبين بالخروج من مناطق سيطرة تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي (المحظور في روسيا) والفصائل المسلحة المتحالفة معه، باتجاه مناطق سيطرة الدولة السورية.
وأضاف المراسل: سيتم الإعلان الرسمي عن افتتاح الممر خلال الأسبوع المقبل.
وكانت السلطات السورية افتتحت معبر أبو الضهور الإنساني بتاريخ 20 أغسطس/ آب الماضي أمام المدنيين الراغبين بمغادرة مناطق سيطرة التنظيمات الإرهابية في محافظة إدلب إلى المناطق الآمنة الواقعة تحت سيطرة الدولة، حيث استقبل المعبر الذي افتتح بجهود روسية حثيثة، واستمر افتتاحه عدة أيام أكثر من 10 آلاف مدني مع ممتلكاتهم وحاجياتهم، إضافة إلى عبور نحو 3500 آلية، وكان في استقبال المدنيين عند جانب السلطات السورية، نقطة طبية روسية قدمت المساعدات الطبية لمحتاجيها من المدنيين، كما قام الجنود الروس الذين أشرفوا على عمل الممر بتوزيع مساعدات إنسانية وسلل غذائية لهم، في وقت حاولت المجموعات الإرهابية المسلحة منع المدنيين من الوصول إلى المعبر لمدة 8 أيام، كما قامت باعتقال عدد كبير من الشبان قبيل وصولهم إلى نقطة العبور، ومنعتهم من الخروج لغايات تتعلق بالتجنيد الإجباري وبزجهم في عمليات حفر الأنفاق.
كما يشكل تنظيما "جند الشام" و"أجناد القوقاز" المجموعتين الشيشانيتين الأبرز في سوريا، وقد أبقيا على حيادهما خلال جولات الاقتتال بين فصائل القاعدة المختلفة في إدلب، وينتشر مقاتلو "أجناد القوقاز" إلى الغرب من معبر أبو الظهور، بعد طردهم من المطار العسكري في المنطقة العام الماضي.
وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قد أعلن في وقت سابق من اليوم الجمعة 14 أيلول/ سبتمبر، أن التصريحات بشأن هجوم الجيش السوري على إدلب عار عن الصحة، مشيرا إلى أن روسيا بصدد إنشاء ممرات إنسانية في إدلب.
وأضاف: "أؤكد لكم أننا سنتعامل مع هذه القضايا بعناية فائقة. سنقوم بإنشاء ممرات إنسانية، وسيتم التشجيع على التهدئة المحلية بكل الطرق الممكنة. سنفعل كل شيء حتى لا يتضرر السكان المدنيون. لن نتصرف بنفس الطريقة التي عمل بها التحالف في الموصل العراقية وفي الرقة السورية، حيث لم تكن هناك محادثات مع المعارضة المسلحة حول الهدنة المحلية، عندما لم يتم إنشاء ممرات إنسانية عندما كانت المدن تسوى بالأرض، وبعدها لأشهر لم يتمكنوا من العثور على الجثث".
إلى ذلك، قال السكرتير الصحفي للرئيس الروسي، دميتري بيسكوف، أن الرئيس فلاديمير بوتين بحث مع أعضاء مجلس الأمن الروسي، اليوم الجمعة 14 أيلول/ سبتمبر، الوضع في إدلب السورية.
وقال بيسكوف: "استمر تبادل الآراء حول الوضع في إدلب. ومرة أخرى، تم الإعراب عن القلق إزاء التمركز المكثف للإرهابيين في المدينة ونشاطهم المزعزع للاستقرار".".