الخبراء أوضحوا في تصريحاتهم إلى "سبوتنيك" أن البوليساريو متمسكة بالاستفتاء وحق تقرير المصير، فيما يتمسك المغرب بحق السيادة وعدم النقاش بشأنه، إلا أن مشاركة الجزائر في المفاوضات هذه المرة قد يكون لها بعض التأثير الإيجابي طبقا لرغبة المغرب المتكررة في إشراك الجزائر.
من ناحيتها قالت النانة لبات الرشيد، مديرة دار الطباعة والنشر الوطنية التابعة للجمهورية الصحراوية البوليساريو، إلى"سبوتنيك" إن قبول المغرب بالحوار أو التفاوض يعد خطوة للأمام خاصة أنه كان يرفض الأمر طوال السنوات الماضية.
وأضافت أن البوليساريو سبق وطرحت خيار الحكم الذاتي ضمن خيارات الاستفتاء إلى جانب الانضمام أو الاستقلال، وأن الاستفتاء هو الطريقة الحضارية لتقرير مصير أي شعب بطريقة سلمية، وأنه من حق الشعب الصحراوي أن يقرر مصيره، دون أن يفرض عليه أحد الخيارات.
وتابعت أن الأمم المتحدة تجد نفسها أمام مشكلة، خاصة أنها دعت الأطراف إلى الحوار دون شروط مسبقة، وأنها تعلم أن حق تقرير المصير هو الأمر الذي يجب أن يتم، بعد أن قدمت البوليساريو التنازلات الكافية بتضمينها خيار الحكم الذاتي ضمن عمليات الاستفتاء.
خبير مغربي
على جانب آخر قال المحلل السياسي المغربي محمد بودن، إن المغرب ذهب إلى المفاوضات هذه المرة بعد أن تم دعوة الجزائر بشكل رسمي إلى المفاوضات من قبل المبعوث الأممي هورست كوهلر.
وأضاف أن المغرب يتحرك في المفاوضات ضمن ثلاثة مبادئ، أولها: أنه لا تفاوض بشأن السيادة المغربية على الصحراء، وأن الحوار يمكن أن يكون في إطار خيار الحكم الذاتي، كما يستند إلى القرارات السابقة من المنظمات الدولية بشأن ملف الصحراء والتي أكدت أن خيار الحكم الذاتي هو الطرح الأمثل لحل القضية.
وتابع أن التفاوض مع الجزائر سيفتح الباب لأشياء كثيرة خاصة أن البوليساريو لا تملك قرارها، كما أن دعوة موريتانيا ستسهم في خطوة إيجابية تجاه حل القضية، ضمن الإطار الذي يضمن سيادة المغرب على الصحراء والنقاش حول مسألة الحكم الذاتي.
المغرب
وقال وزير العلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، والناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، الخميس 4 أكتوبر/ تشرين الثاني: "إن المغرب قرر الاستجابة لدعوة المبعوث الأممي إلى الصحراء هورست كولر".
وذكر في الندوة الصحافية التي عقبت مجلس الحكومة، أن المغرب على المستوى الدولي يراكم العديد من المواقف الدولية الإيجابية، فيما يخص ملف الصحراء، ومن هذه الموافق موقف الكونغرس الأمريكي وموقف جنوب السودان، مؤكدا أنه "لا حل لقضية الصحراء المغربية خارج مقترح الحكم الذاتي".
ووجه الأمين العام للأمم المتحدة دعوة إلى كل من المغرب وجبهة البوليساريو بحضور كل من الجزائر وموريتانيا، وستجري الجولة الجديدة يومي 4 و5 كانون الأول/ ديسمبر المقبل في مدينة جنيف السويسرية.
وحدد المبعوث الأممي إلى الصحراء، هورست كولر، 20 من شهر تشرين الأول/ أكتوبر الجاري كآخر أجل لإبداء موقف صريح من العودة إلى المباحثات بشأن الصحراء.