وكشفت مصادر محلية في إدلب لـ"سبوتنيك" أن مسلحي هيئة تحرير الشام (تنظيم جبهة النصرة) قاموا بنقل عدة أسطوانات من "غاز الكلور" يوم الثلاثاء الماضي 12 آذار/ مارس بواسطة مقطورة جرار زارعي محملة بالأعشاب، من مشفى مدينة جسر الشغور بريف إدلب الجنوبي الغربي، إلى مدينة خان شيخون أقصى جنوب شرق المحافظة قرب الحدود الإدارية مع حماة.
وأشارت المصادر إلى أن الموقع الجديد الذي خزنت فيه الأسطوانات، تمت تهيئته قبل مدة، حيث أجريت له عملية عزل، فيما نقل خبراء أجانب إليه تجهيزات خاصة بالمواد الكيمائية من مدينة أطمة الحدودية مع تركيا، بينها ضواغط وأنابيب من المرجح استخدامها في تفريغ الأسطوانات الكبيرة بأخرى صغيرة، أو لتعديل الصواريخ والقذائف وتزويدها بمادة الكلور.
وقالت المصادر: وعلى التوازي، عقد قياديون ميدانيون في الهيئة اجتماعا مع عناصر من "الخوذ البيضاء"، وتم تمرير معلومات لهم بضرورة الاستعداد التام نظرا لما قالوا أنه معلومات عن هجوم وشيك قد يشنه الجيش السوري عبر محور خان شيخون.
ونقلت المصادر عن أحد عناصر تنظيم الخوذ البيضاء تأكيده نقل عدد من الأطفال والنساء من أحد المخيمات القريبة من الحدود التركية كانوا قد اختطفوا سابقا على أيدي مسلحي الهيئة من عدة مناطق في إدلب، إلى مدينة خان شيخون.
وأشارت المصادر إلى الإرباك الذي ولدته عملية نقل أطفال ونساء إلى خان شيخون بالتزامن مع نقل إسطوانات غاز الكلور إلى المدينة، مشيرة إلى أن الأمر بات يتأرجح بين النيّة بتنفيذ مسرحية كيميائية باستخدام النساء والأطفال، وبين القيام بهجوم كيميائي حقيقي على نقاط الجيش والبلدات والقرى الآمنة الآمنة على خطوط التماس، أم لربما الاثنين معا.
وكانت الناطقة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أعلنت الجمعة أن موسكو تراقب الوضع في إدلب عن كثب، لافتة إلى أن هناك معطيات تشير إلى أن مسلحي "هيئة تحرير الشام" يحضرون لـ"مسرحية" هجوم كيميائي.
وقالت: نحن "نراقب عن كثب الوضع في منطقة خفض التصعيد إدلب، الإرهابيون الناشطون هناك (هيئة تحرير الشام) من حلفاء "النصرة" لا يتوقفون عن الاستفزازات ضد القوات الحكومية".
وتابعت: "تم تسجيل 460 حادثة منذ بداية العام وضحايا هذه الاستفزازات 30 شخصا و100 مصاب".
وأضافت: "ومما يثير القلق الشديد التقارير الجديدة التي تفيد بأن مقاتلي هيئة تحرير الشام، بمساعدة "الخوذ البيضاء"، يجهزون "مسرحية" جديدة باستخدام المواد السامة ليلقوا فيما بعد مسؤولية استخدام الأسلحة الكيميائية على عاتق القوات الحكومية".