بدأت سوريا في العام الماضي وبعد تحرير الجنوب ومناطق ريف دمشق وحمص وريفها بإرسال تعزيزات عسكرية إلى محاور إدلب وريف حماة الشمالي وحلب الغربي واللاذقية الشمالي الشرقي بهدف استعادة إدلب وتحرير ما تبقى من أراضي في الشمال السوري.
وفي الوقت نفسه أعلنت دمشق أن وجهة الجيش السوري بعد تحرير إدلب سوف تكون شرق الفرات، حيث تسيطر فصائل كردية بقيادة ما يسمى "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة، وجاءت هذه التصريحات الرسمية من أعلى المستويات بالرغم من وجود قوات أمريكية غير شرعية تتمركز في مناطق سيطرة تنظيم "قسد" في شرق الفرات السوري.
واشنطن التي تعلم أن قرار الرئيس السوري بشار الأسد باستعادة إدلب وشرق الفرات هو قرار نهائي وسوف ينفذه، قررت سحب قواتها من سوريا، وأعلن ترامب ذلك في شهر كانون الأول/ديسمبر عام 2018، ثم لتعود بعد ذلك بعض الدوائر الأمريكية لتقول أن أمريكا ستبقي حوالي 200 جندي.
الجيش السوري الذي انتشر على الحدود الإدارية لمحافظة إدلب وأرياف حماة الشمالي واللاذقية الشمالي الشرقي ومناطق سيطرة التنظيمات الإرهابية المسلحة يستعد الآن لعملية التحرير التي سيحدد موعدها وفقا لظروف والمعطيات المناسبة من أجل استئصال تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي وتحرير كامل إدلب ومن ثم ريف حلب، وبدأت الآن عمليات القصف اليومي لمواقع النصرة وحلفاءها التي تقوم بخرق اتفاق المنطقة "المنزوعة السلاح" التي تم الاتفاق عليه بين تركيا وروسيا في مدينة سوتشي في شهر سبتمبر/أيلول عام 2018.