يأتي ذلك في ظل استمرار الحراك الشعبي الجزائري مع أول جمعة للتظاهرات في شهر رمضان والتي أطلق عليها المتظاهرون جمعة الصمود رفضا لإقامة الانتخابات وللمطالبة باقالة بن صالح وبدوي.
وتواجه الانتخابات رفضا شعبيا واسعا ظهر من خلال شعارات ولافتات رددت ورفعت في مسيرات الجمعة مناهضة لإجرائها كما عبرت أطياف المعارضة رفضها إجراء انتخابات الرئاسة بدعوى عدم توفر الظروف المناسبة لها ورفض إشراف وجوه نظام بوتفليقة عليها مع رفض القضاة والبلديات المحلية المشاركة فيها، كما يواجه بن صالح، وبدوي، وأعضاء الحكومة، رفضا شعبيا واسعا باعتبارهم من وجوه نظام الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة وجاء هذا التطور في ظل مظاهرة جديدة اليوم في الجمعة الـ12.
وقال د. وليد بن قرون عضو حزب جبهه التحرير الوطني الجزائري، إن الرئيس المؤقت بن صالح يريد إرسال رسالة أنه لا يمكن للشعب الجزائري الخروج عن المؤسسات الشرعية لأن ذلك يؤدي إلى هدمها وحتى لا تتحول الجزائر لمنطقة صراع نفوذ بين الشرق والغرب… داعيا الجميع إلى الوصول لكرسي الرئاسة عبر الانتخابات الحرة بإشراف الشعب نفسه ومؤكدا أنه لا مكان للتزوير بعد الوعي المرتفع من الحراك الذي تجاوز الفتن وحروب الجيل الخامس.
وأشار في تصريحات لبرنامج "في العمق" عبر إذاعة "سبوتنيك"، بأن هناك بعض الأحزاب المتهمة بالعمالة لفرنسا والصهيونية تحاول التشويش على الانتخابات لافشالها لأنها لا تمتلك القاعدة التي تؤهلها للوصول لكرسي الرئاسة وهي تريد أن تقود الجزائر للمجهول.
وأكد د. وليد أن من سيخوض الانتخابات يعمل لمصلحة الوطن منوها ان نصف القضاة الذين رفضوا الإشراف هم من كانوا يتسترون على الفساد ونهب ثروات الجزائريين، واعضاء البلديات المقاطعين يتركزون في مناطق معينة تمتلئ بالقبائل لتمرير أجنداتهم الانفصالية وبث الفرقة بين الشعب… وقال إنه إذا لم يتم اجراء الانتخابات في موعدها سيستقيل بن صالح ما يضع الجزائر في فراغ دستوري لا تحمد عقباه.
على جانب آخر أوضح إسماعيل خلف الله المحلل السياسي الجزائري، أنه لا يوجد ما يشير إلى الاتجاه لانتخابات 4 يوليو/تموز، لأن الحراك الشعبي يطالب بتأسيس دولة مدنية والانتخابات لن توفر ذلك، والأسبوع المقبل ستنتهي مهلة تقديم المرشحين لأوراقهم بينما الشخصيات التي تقدمت لا تمثل الشارع الجزائري وليس لها أي وزن يذكر.
وأشارخلف الله إلى أن الجيش يريد أن يربح أكبر وقت لتحييد المناوئين له وهم من يمثلون أمام القضاء الآن بتهمة الالتفاف على الحراك والانقلاب على المؤسسة العسكرية التي تريد إدارة المشهد مع استخدام بن صالح كأداة لذلك… وأكد إسماعيل أن بن صالح لا يستطيع أن يحرك شيئا دون المؤسسة العسكرية وقال خلف الله، إن هناك من يقدس أشخاص بعينهم ومن يرى أن انتقاد الدستور لا يجوز مع أنه ينتهك كل يوم عده مرات.
وأكد إسماعيل أن الحراك الشعبي يزداد يوما بعد يوم وفي فعاليات اليوم يطالب بتفعيل المادة رقم 7 التي تقول أن الشعب هو صاحب السلطات والمادة 8 وتدعو لأن يمارس الشعب ما يريد عن طريق الاستفتاء والمؤسسات المنتخبة.
إعداد وتقديم: حسان البشير