الحرب البريطانية الروسية في خليج فنلندا
وأرسلت بريطانيا حينئذ مجموعة كاملة من سفنها الحربية إلى بحر البلطيق بغرض محاربة روسيا السوفيتية. وكانت بداية الحرب البحرية بين بريطانيا وروسيا في خليج فنلندا غير موفقة بالنسبة لبريطانيا حيث فقد أسطولها في ليل الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني 1918 إحدى سفنه الحديثة، طراد "كاساندرا" الذي غرق عند جزر مونزوند متأثرا بانفجار لغم.
ثم اضطرت سفينة حربية بريطانية أخرى إلى مغادرة مسرح العمليات الحربية في خليج فنلندا بعد أن أصيبت في انفجار لغم.
وفي الرابع من يونيو/حزيران 1919 مني الأسطول البريطاني الذي اعتبر أقوى أسطول بحري حربي في العالم في ذلك الوقت بالهزيمة الكبيرة على أيدي البحارة الروس الذين تمكنوا من إغراق غواصة بريطانية.
هزيمة الأسطول البريطاني
ويروي المؤرخ العسكري فيتالي دوتسينكو قصة إغراق غواصة L-55 قائلا إن غواصة L-55 البريطانية أغرقتها مدمرة "أزارد" الروسية التي توجهت مع مدمرة روسية أخرى تحمل اسم غافرئيل، إلى منطقة محددة في خليج كوبور بغرض اعتراض سفن حربية بريطانية.
وتعرضت المدمرتان الروسيتان لدى وصولهما إلى المنطقة المحددة إلى هجوم بالطوربيدات التي أطلقتها غواصة ظهرت على سطح الماء على مقربة منهما. واندفعت المدمرتان الروسيتان نحو مكان ظهور الغواصة البريطانية. وتوقفت مدمرة "غافرئيل" على مقربة من مكان ظهور الغواصة البريطانية بينما أطلقت مدمرة "أزارد" القذائف الغواصة نحو مكان وجودها. وبعد سقوط القذائف ظهر على سطح الماء ما يشير إلى غرق الغواصة.
وأصدر المجلس العسكري الثوري لأسطول البلطيق في نفس اليوم بيانا حول إغراق الغواصة المعادية. وبعد بضعة أيام اعترفت البحرية البريطانية بفقدان الغواصة.
وحقق الأسطول الروسي نجاحا آخر في يوم 31 أغسطس/آب حين دمرت طوربيدات أطلقتها غواصة "بانتيرا" الروسية مدمرة "فيتوريا" البريطانية.
واستمرت الحرب البريطانية الروسية في خليج فنلندا حتى ديسمبر/كانون الأول 1919 عندما استدعت البحرية البريطانية سفنها من بحر البلطيق.
الانضمام إلى الأسطول الروسي
أما الغواصة البريطانية الغارقة في خليج فنلندا فلم تنته قصتها مع انتهاء الحرب في هذه المنطقة. فقد تم بعد تسعة أعوام انتشالها من قاع البحر بواسطة سفينة الإنقاذ الروسية "كومونا".
وقبل تسليم الغواصة البريطانية إلى الخبراء ومهندسي السفن الروس تم تسليم رفات 38 بحارا من أفراد طاقم غواصة L-55 إلى بريطانيا.
واستردت روسيا المبلغ المالي المدفوع لانتشال الغواصة البريطانية الغارقة من خلال الاستفادة من تقنياتها أثناء قيام مهندس السفن الروس بأعمال التصميم الهندسي لغواصات فئتي "شي" و"إل"، فيما تمت إعادة الغواصة للحياة لتنضم بعد تغيير اسمها إلى "إل 55" إلى الأسطول الروسي كقطعة بحرية قتالية. ثم أصبحت غواصة "إل 55" سفينة التجارب، واستخدمت في وقت لاحق كمحطة شحن البطاريات. وانتهى مشوارها بعد تفكيكها وتحويلها إلى مواد أولية في عام 1960.