المركز الوطني للزلازل في سوريا لـ"سبوتنيك": 354 هزة ضربتنا خلال نصف عام.. و"فرانك الهولندي" فاشل
09:50 GMT 14.08.2024 (تم التحديث: 11:36 GMT 14.08.2024)
© Sputnik . Ali Hashemالمركز الوطني للزلازل في سوريا
© Sputnik . Ali Hashem
تابعنا عبر
حصري
أثارت الهزة الأرضية التي ضربت سوريا، صباح أمس، مخاوف العديد من السكان جراء قوتها، وانتشارها الواسع بالتزامن مع انتشار صور تظهر أن معظم السوريين كانوا قد نزلوا للشارع خوفاً من تكرار مأساة الزلزال الذي ضرب سوريا، منذ عام ونصف تقريبا، ليتنبأ البعض بحدوث زلزال أو هزات ارتدادية أخرى.
رصدت عدسة "سبوتنيك" قيام سكان مدينة السلمية بريف حماة الشرقي، بمغادرة منازلهم والنوم على الأرصفة وفي الحدائق العامة لليوم الثاني على التوالي، خوفا من هزة ارتدادية قوية.
وحصلت "سبوتنيك" على فيديو من كاميرا مراقبة للحظة وقوع الزلزال، ضمن أحد المحال التجارية في المدينة الواقعة ضمن مركز الزلزال الذي ضرب سواحل البحر المتوسط، يوم أمس.
11 هزة ارتدادية خلال 6 ساعات
وقال مدير عام المركز الوطني للزلازل في سوريا، الدكتور رائد أحمد، في لقاء خاص مع "سبوتنيك" إن "الهزة التي حدثت شمال السلمية بحدود 7 كيلومتر، قرب قرية البويضة، على فالق زغرين، وهو فالق صغير مرتبط بشكل متعامد مع فالق البحر الميت وصلت لدرجة 3 بالعشرة".
ولفت أحمد إلى أن المركز رصد 11 هزة خفيفة عقب الهزة القوية، منتصف ليل أول أمس، آخرها كان عند حوالي الساعة السادسة، من صباح أمس.
© Sputnik . Ali Hashemالمدير العام للمركز الوطني للزلازل في سوريا، الدكتور رائد أحمد
المدير العام للمركز الوطني للزلازل في سوريا، الدكتور رائد أحمد
© Sputnik . Ali Hashem
وكشف أحمد عن أن عدد الهزات التي ضربت سوريا خلال النصف الأول، من عام 2024، تبلغ 354 هزة، بمعدل هزتين يوميا، مؤكدا أن عدد الهزات في انخفاض بشكل تتدريجي.
وحول السبب الرئيسي لانتشار الهزة الأرضية الأخيرة وشعور السكان بقوتها، قال أحمد إنها كانت قريبة من سطح الأرض، مشيرا إلى أن المركز الوطني للزلازل سبق وأن رصد هزات قريبة على السطح في سوريا.
وبيّن أحمد أن أي هزة تقع على نفس الصدع فهي ارتدادية، فمثلا إذا كانت شرق حماة تكون ارتدادية، أما إذا كانت شمال غرب حماة، أو شمال غرب حمص مثلاً فعندها تكون هزة مختلفة.
هزات متوسطة الشدة محتملة
وبحسب مدير عام المركز الوطني للزلازل، فإن وقوع هزات ضعيفة إلى متوسطة الشدة أمر وارد خلال الأيام القليلة القادمة، لكن حدوث زلازل مدمرة أو عنيفة فهو أمر مستبعد جدا، إذ تبلغ احتمالية حدوثه 2 بالألف.
© Sputnik . Ali Hashemالمدير العام للمركز الوطني للزلازل في سوريا، الدكتور رائد أحمد
المدير العام للمركز الوطني للزلازل في سوريا، الدكتور رائد أحمد
© Sputnik . Ali Hashem
وحول المحافظات الأكثر تأثرا بالهزات الأرضية خلال الفترة القادمة قال الأحمد: "لدينا بؤرة في شمال وشرق حماة هي الأضعف مقارنة بالبؤرتين في كل من لواء اسكندرون وشمال غربي أضنة في تركيا، غير أنها قد تكون مرتبطة بما سيحدث مستقبلا في شمال غربي أضنة".
وأضاف مدير مركز الزلازل: "أيضا غرب حمص يعد بؤرة للهزات لذلك من المتوقع حدوث مثل هذه الهزات الارتدادية على الفوالق الفرعية، وتحديدا بعد تراكم الطاقة الكامنة في الأرض بعد زلزال، 6 شباط من العام الماضي 2023.
© Sputnik . Ali Hashemالزلزال الذي ضرب سوريا على مقياس ريختر
الزلزال الذي ضرب سوريا على مقياس ريختر
© Sputnik . Ali Hashem
وأكد أحمد أن "الهزات السطحية يكون الشعور بها قويا وهذا أمر طبيعي، متوقعا حدوث هزات في الفترة الحالية بين حمص وطرطوس وشرقي اللاذقية ومحيط دمشق، والشدة المتوقعة لن تتجاوز 4 ريختر، لافتا إلى أنه يتم توقع حدوث الهزات وفق بيانات ومؤشرات ودراسات للواقع وكنا قد حذرنا خلال العامين الماضين حدوث مثل هذه الهزات.
الهولندي فرانك "غير مسؤول"
وحول ما يتم تداوله عبر مواقع التواصل نقلا عن الخبير الهولندي، فرانك هوغربيتس، أكد مدير عام المركز الوطني للزلازل أن الهلع الذي أصاب المدنيين هو نتيجة لتداول مثل هذه الأخبار الغير دقيقة، مشيرا إلى أن فرانك يتناول المناطق النشطة تكتونيا وتشهد حالة من تراكم الطاقة، وهي معروفة سلفا لجميع العلماء والمراكز المتخصصة، فيما يهمل بقية مناطق العالم المرشحة لحدوث زلازل.
ووصف مدير المركز السوري للزلازل الخبير الهولندي بـ"غير المسؤول" والاستعراضي، نظرا لقيامه بإصدار بيانات لا يتحمل أي مسؤولية عنها إزاء إثارة الهلع والتوتر لدى الناس، إذ لا يوجد علاقة ما بين أحوال الطقس والزلازل، ولا حتى الشهب والكواكب التي يربطها العديد من الدجالين بها.
وبيّن أحمد أن الخبير الهولندي الذي يخرج بتصريحات وتحذيرات هو شخص "غير مسؤول" ويعتمد على ربط أماكن الطاقة الجيولوجية بتوقعاته وهذا دليل الفشل بتقدير المعلومة بحكم أن التجاذب يجب أن يؤثر على القشرة الأرضية ككل وليس على مناطق محددة.
وختم مدير عام مركز رصد الزلازل حديثه بالتأكيد للسوريين على ضرورة "الأخذ بالتصريحات الرسمية والابتعاد عما يتم تداوله عبر مواقع التواصل من معلومات غير دقيقة، نظرا للاختلاف الكبير بين ما يتوقعه الدجالون، وما هو في الحقيقة"، محذرا من أن "دول الغرب تريد صب الرعب والهلع في نفوس سكان المنطقة، والسوريين منهم بشكل خاص".