https://sarabic.ae/20250429/بعد-التطورات-الأخيرة-في-الجبهاتهل-تغيرت-موازين-القوى-لصالح-الدعم-السريع-على-حساب-الجيش-السوداني؟-1100019289.html
بعد التطورات الأخيرة في الجبهات..هل تغيرت موازين القوى لصالح "الدعم السريع" على حساب الجيش السوداني؟
بعد التطورات الأخيرة في الجبهات..هل تغيرت موازين القوى لصالح "الدعم السريع" على حساب الجيش السوداني؟
سبوتنيك عربي
قبل شهور قليلة انتشرت تصريحات قادة الجيش السوداني بأن الحرب تلفظ أنفاسها الأخيرة بعد تحرير الخرطوم، وأنه لا طريق أمام الدعم السريع سوى الاستسلام وإلقاء السلاح،... 29.04.2025, سبوتنيك عربي
2025-04-29T18:29+0000
2025-04-29T18:29+0000
2025-04-29T18:29+0000
حصري
تقارير سبوتنيك
اتفاق السودان
أخبار السودان اليوم
قوات الدعم السريع السودانية
الجيش السوداني
حميدتي
محمد حمدان حميدتي
دارفور
العالم العربي
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e8/09/09/1092557270_0:320:3072:2048_1920x0_80_0_0_14ee53476fe5f299d01f8d6704d3a857.jpg
بعد التقدم العسكري الذي حققه الجيش في الخرطوم وتصعيد الدعم السريع في الفاشر بدارفور وتصاعد وتيرة العمليات..هل الحسم العسكري أم التفاوض هو المرحلة القادمة؟بداية يقول المحلل السياسي السوداني، وليد علي، "إن قضية الحرب و حسمها عسكريا هي مسألة مستبعدة للغاية، حيث أنه من الصعب القضاء على أي مجموعة عسكرية بالسودان، إذا ما ابتعدت عن الوسط الكبير للبلاد لم يستطع الجيش السوداني أو يتمكن من القضاء على قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان التي تحاربه منذ عام 1983 و حتى مطلع 2005 ، برغم أنه كان يكبدها خسائر كبيرة في ميادين القتال".سنوات قادمة من الحربوأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك" : لم تكن قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان تسيطر إلا على قرى و مدن صغيرة بجنوب السودان سرعان ما يخرجها الجيش السوداني منها، هذا عوضا عن أن الجيش الشعبي لتحرير السودان لم يكن يملك مستوى تسليح كبير و متقدم مثل قوات الدعم السريع ولا يملك العددية الكبيرة في صفوف مقاتليه".وتابع علي، " إذا ما نظرنا لمستوى الدعم الإقليمي الكبير الذي يجده الدعم السريع، فإنه يمكننا تخيل أن هذه الحرب يمكن أن تستمر لسنوات تفوق سنوات حرب الشمال و الجنوب بين الدولة السودانية و قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان التابعة للحركة الشعبية بقيادة الزعيم الجنوب سوداني الراحل جون قرنق، لذلك من المنطق القطع بضرورة انتهاء هذه الحرب بالتفاوض مهما تقدم الجيش السوداني أو تقدم الدعم السريع".وشدد المحلل السياسي، "على أنه لن يكفي إدعاء القوات المسلحة السودانية أنها ممثلة للشعب السوداني و تحوز الشرعية لقيادة البلاد في ظل هذا الانفلات الأمني في جعلها قادرة على حسم هذه الحرب عسكريا مهما حققت من انتصارات وتحرير مدن السودان التي ترزح تحت سيطرة قوات الدعم السريع، و التي لها سمعة سيئة جدا في الانتهاكات ضد المدنيين بدون شك".مسألة محتومةويعتقد علي، "أن الجيش يؤجل في مسألة محتومة و قادمة لا محالة في يوم من الأيام، و أرجو أن يقوم بخطوة قبول التفاوض حول إنهاء تمرد قوات الدعم السريع ضده، حتى لا تزداد أعداد الضحايا، وأخشى أنه سوف يتنازل يوما عن ما هو متمسك به الآن من مفردات مثل أخذ ثأر المواطنين و الشهداء، و قد يكون هذا التنازل مريرا على نفوس أهالي الضحايا و الشهداء، مثل ما حدث مع شهداء حرب الجنوب البالغ عددهم إثنان مليون ثم انفصل جنوب السودان في آخر الطريق و كان من الاحرى تحقيق هذه النهاية و احتفاظ اهالي الضحايا بأبنائهم سواء في الشمال أو الجنوب".موازين القوىونوه علي، إلى أن "الدعم السريع في حالة مختلفة عن قوته بداية الحرب وهو الآن الأقرب للقبول بأي تسوية تخرجه من دوامة الحرب لكن لن يستمر هكذا طويلا، و يبدو أنه بدأ يحصل على أسلحة و مسيرات حديثة قد تغير موازين القوى في الأيام المقبلة لصالحه أو على الأقل سوف توازن لدرجة كبيرة بين قدرات الجيش السوداني و قدرات الدعم السريع في الميدان".واختتم علي،" الدعم السريع الآن له ظهير عسكري و هو الجيش الشعبي لتحرير السودان/ شمال بقيادة الحلو، و أيضا لم يعد الدعم يقاتل في بيئة غير صديقة بل هو يحارب وسط حواضنه الإجتماعية في غرب كردفان و دارفور مما يعزز من إرادته في مواصلة الحرب".الحسم الشاملفي المقابل تقول لنا مهدي، عضو الهيئة القيادية للقوى المدنية السودانية المتحدة (قمم) وخبيرة في الشأن الأفريقي: "تتسارع وتيرة العمليات العسكرية في السودان في ظل الادعاءات المتواصلة من جيش البرهان بتحقيق تقدم ميداني في الخرطوم، بينما تتصاعد تحركات الدعم السريع في الفاشر بدارفور بوتيرة لافتة تشير إلى تصميم واضح على الحسم الشامل والدخول في مرحلة الانتصار الكامل".وأضافت في حديثها لـ"سبوتنيك" :"هذا التصعيد يعكس بوضوح أن الصراع دخل مرحلة أكثر حساسية لم تعد تحتمل الحلول الوسط أو المناورات السياسية العابرة، وهو ما يجعل الدعم السريع أكثر تمسكا بخياراته التي يراها طريقا نحو إعادة بناء الدولة السودانية على أسس جديدة وعادلة".وتابعت مهدي، "الدعم السريع لم يكن يوما رافضا للتفاوض، بل كان دوما منفتحا على الحلول السياسية، غير أن جيش البرهان ظل متعنتا و رافضا لكل المبادرات، الأمر الذي ساهم في إطالة أمد الحرب وزيادة معاناة المدنيين في مختلف أنحاء البلاد وليس فقط في مناطق الاشتباك، هذا التعنت يكشف عن رغبة واضحة في الإبقاء على الوضع العسكري الموروث من الأنظمة السابقة، وهو ما لا يمكن القبول به بعد كل التضحيات التي قدمها الشعب السوداني".المرحلة المقبلةوأشارت عضو الهيئة القيادية لـ"قمم"، "من منظور الدعم السريع وتحالف السودان التأسيسي، فإن المرحلة المقبلة سواء تطورت عسكريا أو أخذت مسارا سياسيا، فإن ملامحها ستكون أكثر وضوحا لصالح مشروع التغيير الحقيقي الذي يعيد السلطة للشعب، ويكسر احتكار المركز لصناعة القرار السياسي والاقتصادي في البلاد، وهذا التحول لا يمكن أن يتم عبر العودة إلى تفاهمات قديمة أو اتفاقات غير متكافئة، بل عبر فرض واقع جديد تساهم فيه جميع الأطراف من موقع الشراكة لا من موقع الهيمنة".وقالت مهدي، "أما ما يتعلق بالاتهامات الموجهة للدعم السريع بانتهاكات ضد المدنيين، فإنها تبقى حتى اللحظة اتهامات مرسلة لا تستند إلى أدلة ملموسة ولا تقارير محايدة، بل إن جل ما يستند إليه خصوم الدعم السريع في هذا السياق هو حملات إعلامية موجهة تعتمد على التهويل والتضليل، في حين أن الانتهاكات الموثقة ميدانيا والتي ترتكبها قوات البرهان تشمل القصف العشوائي للمناطق السكنية والاعتقالات التعسفية والاختفاء القسري، وهي جرائم تتم تحت سمع وبصر المجتمع الدولي".واختتمت مهدي بقولها، "في ضوء تلك المعطيات، فإن الدعم السريع لا يرى أي مبرر للرضوخ لضغوط خارجية قد تسعى لإعادة إنتاج نفس المعادلات التي أدت إلى فشل الدولة السودانية في العقود الماضية، بل يؤكد أن أي حل مقبل يجب أن ينبني على الاعتراف بحقائق الأرض وتوازن القوى، وعلى الإرادة الشعبية الحقيقية التي تتطلع إلى دولة مدنية عادلة تضمن التعدد وتحترم حقوق كل الأقاليم والمكونات دون إقصاء أو تمييز".أعلن الباشا طبيق، مستشار قائد قوات الدعم السريع السودانية، أن قواته دخلت مرحلة جديدة في الحرب مع الجيش السوداني وذلك بعد استهداف قوات الدعم السريع لقاعدة وادي سيدنا وتدمير عدد من الطائرات الحربية والمسيّرات ومخازن الأسلحة.وفي وقت سابق، شنّت قوات الدعم السريع فجر السبت الماضي، هجمات مكثفة باستخدام طائرات مسيرة استهدفت عدة مواقع عسكرية حيوية في مدينة أم درمان، من بينها قاعدة وادي سيدنا العسكرية و منطقتي جبل سركاب والكلية الحربية.وأدت الضربات إلى اندلاع حرائق كبيرة في تلك المناطق، فيما انطلقت أصوات مدافع مضادة للطائرات في سماء المدينة، مما زاد من حدة التوتر بين الأطراف المتحاربة.في سياق متصل، أفاد شهود عيان بظهور أعمدة كثيفة من الدخان والنيران من قاعدة وادي سيدنا العسكرية، نتيجة استهدافها بطائرات مسيرة بعيدة المدى تابعة لقوات الدعم السريع. كما سُمع دوي انفجارات قوية ناجمة عن الضربات، مما يعكس تصاعد حدة الاشتباكات بين القوات المتنازعة.جاءت هذه الهجمات بعد يوم واحد من مواجهات عنيفة شهدتها مناطق جنوب أم درمان، يوم الجمعة الماضي، حيث حاولت قوات الدعم السريع اقتحام نقاط ارتكاز للجيش السوداني، إلا أن القوات النظامية تمكنت من صد الهجوم، متسببة في إلحاق خسائر كبيرة في صفوف المهاجمين.وتظهر هذه التطورات تصاعداً ملحوظا في حدة الصراع بين الطرفين، حيث يسعى كل منهما لتعزيز مواقعه العسكرية وتحقيق مكاسب استراتيجية، مما يزيد من تعقيد المشهد الأمني ويُعرض المدنيين لمخاطر متزايدة وسط استمرار الاشتباكات.يذكر أن أم درمان تشهد منذ أسابيع مواجهات متقطعة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في إطار الصراع المستمر بين الطرفين للسيطرة على مواقع استراتيجية بالعاصمة الخرطوم ومدن أخرى، وسط تحذيرات من تداعيات هذه المواجهات على الأوضاع الإنسانية والأمنية في البلاد.
https://sarabic.ae/20250428/بسبب-مسيرات-استراتيجية-السودان-يستدعي-القائم-بأعمال-السفارة-الصينية-1099952332.html
https://sarabic.ae/20250426/البرهان-انتقلنا-من-الدفاع-إلى-الهجوم-وسنحرر-كل-شبر-من-أرض-السودان-1099912611.html
https://sarabic.ae/20250429/الإمارات-تعلق-على-تقرير-الأمم-المتحدة-بشأن-ادعاءات-الجيش-السوداني-ضدها-1099988208.html
https://sarabic.ae/20250419/مقاتلات-إف-15-سعودية-تصل-إلى-الإمارات-في-مهمة-خاصة-1099698817.html
https://sarabic.ae/20250424/الأمم-المتحدة-مئات-الآف-السودانيين-فروا-من-مخيم-زمزم-بدارفور-بعد-سيطرة-الدعم-السريع-1099840305.html
https://sarabic.ae/20250421/النائب-العام-السوداني-لدينا-أدلة-دامغة-تثبت-تورط-قادة-الدعم-السريع-في-عدد-من-الجرائم-1099768270.html
https://sarabic.ae/20250421/الجيش-السوداني-يتصدى-لهجمات-الدعم-السريع-وإعلان-الخرطوم-خالية-قريبا-1099759544.html
دارفور
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
2025
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
الأخبار
ar_EG
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e8/09/09/1092557270_245:0:2976:2048_1920x0_80_0_0_6df0882fd83a6e48fe5f6c7273cfa353.jpgسبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
حصري, تقارير سبوتنيك, اتفاق السودان, أخبار السودان اليوم, قوات الدعم السريع السودانية, الجيش السوداني, حميدتي, محمد حمدان حميدتي, دارفور, العالم العربي, حول العالم, العالم, أخبار العالم الآن
حصري, تقارير سبوتنيك, اتفاق السودان, أخبار السودان اليوم, قوات الدعم السريع السودانية, الجيش السوداني, حميدتي, محمد حمدان حميدتي, دارفور, العالم العربي, حول العالم, العالم, أخبار العالم الآن
بعد التطورات الأخيرة في الجبهات..هل تغيرت موازين القوى لصالح "الدعم السريع" على حساب الجيش السوداني؟
حصري
قبل شهور قليلة انتشرت تصريحات قادة الجيش السوداني بأن الحرب تلفظ أنفاسها الأخيرة بعد تحرير الخرطوم، وأنه لا طريق أمام الدعم السريع سوى الاستسلام وإلقاء السلاح، وأنه لا تفاوض أو جلوس مع المتمردين، ومرت الأيام وعادت موازين القوى تتأرجح من جديد، الأمر الذي يعني أنه لا حسم عسكري قريب لأي طرف.
بعد التقدم العسكري الذي حققه الجيش في الخرطوم وتصعيد الدعم السريع في الفاشر بدارفور وتصاعد وتيرة العمليات..هل الحسم العسكري أم التفاوض هو المرحلة القادمة؟
بداية يقول المحلل السياسي السوداني، وليد علي، "إن قضية الحرب و حسمها عسكريا هي مسألة مستبعدة للغاية، حيث أنه من الصعب القضاء على أي مجموعة عسكرية بالسودان، إذا ما ابتعدت عن الوسط الكبير للبلاد لم يستطع
الجيش السوداني أو يتمكن من القضاء على قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان التي تحاربه منذ عام 1983 و حتى مطلع 2005 ، برغم أنه كان يكبدها خسائر كبيرة في ميادين القتال".
وأضاف في حديثه لـ"
سبوتنيك" : لم تكن قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان تسيطر إلا على قرى و مدن صغيرة بجنوب السودان سرعان ما يخرجها الجيش السوداني منها، هذا عوضا عن أن الجيش الشعبي لتحرير السودان لم يكن يملك
مستوى تسليح كبير و متقدم مثل قوات الدعم السريع ولا يملك العددية الكبيرة في صفوف مقاتليه".
وتابع علي، " إذا ما نظرنا لمستوى الدعم الإقليمي الكبير الذي يجده الدعم السريع، فإنه يمكننا تخيل أن هذه الحرب يمكن أن تستمر لسنوات تفوق سنوات حرب الشمال و الجنوب بين الدولة السودانية و
قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان التابعة للحركة الشعبية بقيادة الزعيم الجنوب سوداني الراحل جون قرنق، لذلك من المنطق القطع بضرورة انتهاء هذه الحرب بالتفاوض مهما تقدم الجيش السوداني أو تقدم الدعم السريع".
وشدد المحلل السياسي، "على أنه لن يكفي إدعاء القوات المسلحة السودانية أنها ممثلة للشعب السوداني و تحوز الشرعية لقيادة البلاد في ظل هذا الانفلات الأمني في جعلها قادرة على
حسم هذه الحرب عسكريا مهما حققت من انتصارات وتحرير مدن السودان التي ترزح تحت سيطرة قوات الدعم السريع، و التي لها سمعة سيئة جدا في الانتهاكات ضد المدنيين بدون شك".
ويعتقد علي، "أن الجيش يؤجل في مسألة محتومة و قادمة لا محالة في يوم من الأيام، و أرجو أن يقوم بخطوة قبول التفاوض حول إنهاء تمرد قوات الدعم السريع ضده، حتى لا تزداد أعداد الضحايا، وأخشى أنه سوف يتنازل يوما عن ما هو متمسك به الآن من مفردات مثل أخذ ثأر المواطنين و الشهداء، و قد يكون هذا التنازل مريرا على نفوس
أهالي الضحايا و الشهداء، مثل ما حدث مع شهداء حرب الجنوب البالغ عددهم إثنان مليون ثم انفصل جنوب السودان في آخر الطريق و كان من الاحرى تحقيق هذه النهاية و احتفاظ اهالي الضحايا بأبنائهم سواء في الشمال أو الجنوب".
مشيرا إلى أنه "في حالة حرب 15 أبريل/نيسان هذه، فإنه لا بأس من أي نتيجة تؤدي إليها المفاوضات، طالما إنها سوف تحقن دماء أبناء السودان".
ونوه علي، إلى أن "الدعم السريع في حالة مختلفة عن قوته بداية الحرب وهو الآن الأقرب للقبول بأي تسوية تخرجه من دوامة الحرب لكن لن يستمر هكذا طويلا، و يبدو أنه بدأ يحصل على
أسلحة و مسيرات حديثة قد تغير موازين القوى في الأيام المقبلة لصالحه أو على الأقل سوف توازن لدرجة كبيرة بين قدرات الجيش السوداني و قدرات الدعم السريع في الميدان".
واختتم علي،" الدعم السريع الآن له ظهير عسكري و هو الجيش الشعبي لتحرير السودان/ شمال بقيادة الحلو، و أيضا لم يعد الدعم يقاتل في بيئة غير صديقة بل هو يحارب وسط حواضنه الإجتماعية في غرب
كردفان و دارفور مما يعزز من إرادته في مواصلة الحرب".
في المقابل تقول لنا مهدي، عضو الهيئة القيادية للقوى المدنية السودانية المتحدة (قمم) وخبيرة في الشأن الأفريقي: "تتسارع وتيرة العمليات العسكرية في السودان في ظل الادعاءات المتواصلة من جيش البرهان بتحقيق تقدم ميداني في الخرطوم، بينما تتصاعد تحركات الدعم السريع في الفاشر بدارفور بوتيرة لافتة تشير إلى تصميم واضح على
الحسم الشامل والدخول في مرحلة الانتصار الكامل".
وأضافت في حديثها لـ"
سبوتنيك" :"هذا التصعيد يعكس بوضوح أن الصراع دخل مرحلة أكثر حساسية لم تعد تحتمل الحلول الوسط أو المناورات السياسية العابرة، وهو ما يجعل الدعم السريع أكثر تمسكا بخياراته التي يراها طريقا نحو إعادة بناء الدولة السودانية على أسس جديدة وعادلة".
وتابعت مهدي، "الدعم السريع لم يكن يوما رافضا للتفاوض، بل كان دوما منفتحا على الحلول السياسية، غير أن جيش البرهان ظل متعنتا و رافضا لكل المبادرات، الأمر الذي ساهم في إطالة أمد الحرب وزيادة
معاناة المدنيين في مختلف أنحاء البلاد وليس فقط في مناطق الاشتباك، هذا التعنت يكشف عن رغبة واضحة في الإبقاء على الوضع العسكري الموروث من الأنظمة السابقة، وهو ما لا يمكن القبول به بعد كل التضحيات التي قدمها الشعب السوداني".
وأشارت عضو الهيئة القيادية لـ"قمم"، "من منظور الدعم السريع وتحالف السودان التأسيسي، فإن المرحلة المقبلة سواء تطورت عسكريا أو أخذت مسارا سياسيا، فإن ملامحها ستكون أكثر وضوحا لصالح مشروع التغيير الحقيقي الذي يعيد السلطة للشعب، ويكسر احتكار المركز لصناعة
القرار السياسي والاقتصادي في البلاد، وهذا التحول لا يمكن أن يتم عبر العودة إلى تفاهمات قديمة أو اتفاقات غير متكافئة، بل عبر فرض واقع جديد تساهم فيه جميع الأطراف من موقع الشراكة لا من موقع الهيمنة".
وقالت مهدي، "أما ما يتعلق بالاتهامات الموجهة للدعم السريع بانتهاكات ضد المدنيين، فإنها تبقى حتى اللحظة اتهامات مرسلة لا تستند إلى أدلة ملموسة ولا تقارير محايدة، بل إن جل ما يستند إليه خصوم الدعم السريع في هذا السياق هو حملات إعلامية موجهة تعتمد على التهويل والتضليل، في حين أن الانتهاكات الموثقة ميدانيا والتي ترتكبها
قوات البرهان تشمل القصف العشوائي للمناطق السكنية والاعتقالات التعسفية والاختفاء القسري، وهي جرائم تتم تحت سمع وبصر المجتمع الدولي".
واختتمت مهدي بقولها، "في ضوء تلك المعطيات، فإن الدعم السريع لا يرى أي مبرر للرضوخ لضغوط خارجية قد تسعى لإعادة إنتاج نفس المعادلات التي أدت إلى فشل الدولة السودانية في العقود الماضية، بل يؤكد أن أي حل مقبل يجب أن ينبني على الاعتراف بحقائق الأرض وتوازن القوى، وعلى
الإرادة الشعبية الحقيقية التي تتطلع إلى دولة مدنية عادلة تضمن التعدد وتحترم حقوق كل الأقاليم والمكونات دون إقصاء أو تمييز".
أعلن الباشا طبيق، مستشار قائد قوات الدعم السريع السودانية، أن قواته دخلت مرحلة جديدة في الحرب مع الجيش السوداني وذلك بعد استهداف قوات الدعم السريع لقاعدة وادي سيدنا وتدمير عدد من الطائرات الحربية والمسيّرات ومخازن الأسلحة.
ونقل موقع "المشهد السوداني" عن طبيق تأكيده أن الأيام المقبلة سوف تشهد "ضربات موجعة" لمواقع استراتيجية لما سماها "مليشيات البرهان والكتائب الإرهابية" وأن بورتسودان هي الهدف المقبل، على حد قوله.
وفي وقت سابق، شنّت قوات الدعم السريع فجر السبت الماضي، هجمات مكثفة باستخدام طائرات مسيرة استهدفت عدة مواقع عسكرية حيوية في مدينة أم درمان، من بينها قاعدة وادي سيدنا العسكرية و منطقتي جبل سركاب والكلية الحربية.
وأدت الضربات إلى اندلاع حرائق كبيرة في تلك المناطق، فيما انطلقت أصوات مدافع مضادة للطائرات في سماء المدينة، مما زاد من حدة التوتر بين الأطراف المتحاربة.
في سياق متصل، أفاد شهود عيان بظهور أعمدة كثيفة من الدخان والنيران من قاعدة وادي سيدنا العسكرية، نتيجة استهدافها بطائرات مسيرة بعيدة المدى تابعة لقوات الدعم السريع. كما سُمع دوي
انفجارات قوية ناجمة عن الضربات، مما يعكس تصاعد حدة الاشتباكات بين القوات المتنازعة.
جاءت هذه الهجمات بعد يوم واحد من مواجهات عنيفة شهدتها مناطق جنوب أم درمان، يوم الجمعة الماضي، حيث حاولت قوات الدعم السريع اقتحام نقاط ارتكاز للجيش السوداني، إلا أن
القوات النظامية تمكنت من صد الهجوم، متسببة في إلحاق خسائر كبيرة في صفوف المهاجمين.
وتظهر هذه التطورات تصاعداً ملحوظا في حدة الصراع بين الطرفين، حيث يسعى كل منهما لتعزيز مواقعه العسكرية وتحقيق مكاسب استراتيجية، مما يزيد من تعقيد المشهد الأمني ويُعرض المدنيين لمخاطر متزايدة وسط استمرار الاشتباكات.
يذكر أن أم درمان تشهد منذ أسابيع مواجهات متقطعة بين
الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في إطار الصراع المستمر بين الطرفين للسيطرة على مواقع استراتيجية بالعاصمة الخرطوم ومدن أخرى، وسط تحذيرات من تداعيات هذه المواجهات على الأوضاع الإنسانية والأمنية في البلاد.