مرضى السرطان في قطاع غزة يواجهون الموت البطيء في ظل إغلاق المعابر
11:00 GMT 29.04.2025 (تم التحديث: 12:14 GMT 29.04.2025)

© Sputnik . Ajwad Jradat
تابعنا عبر
حصري
استأنفت إسرائيل حربها على قطاع غزة، بعد شهرين من إعلان وقف لإطلاق النار في القطاع، وكانت إسرائيل وحركة "حماس" توصلتا إلى اتفاق في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، لوقف إطلاق النار، يتضمن ثلاث مراحل، وكان من المفترض أن يستمر بشكل دائم بمجرد الدخول في مرحلته الثانية.
وبعد عودة الحرب إلى قطاع غزة، يزداد الوضع تعقيدا بشكل متسارع، بعدما كانت الهدنة قد فتحت أبواب الأمل لنهاية الحرب، ونهاية معاناة المواطنين المستمرة، وأدت الحرب على قطاع غزة إلى دمار كبير في المنظومة الصحية، واستهدف الجيش الإسرائيلي المستشفيات والمرافق الصحية، ومنع دخول إمدادات الدواء والمستلزمات الطبية، وأدى الوضع الصحي الكارثي في القطاع إلى اضطراب في جميع الخدمات الصحية.
مرضى السرطان في مواجهة الموت البطيء
ويصارع مرضى السرطان في قطاع غزة الموت يوميا، مع استمرار الحرب الإسرائيلية على القطاع، وداخل مستشفى غزة الأوروبي بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، يرقد مرضى السرطان في أجنحة تعاني نقصا حادا في الأدوية والمستلزمات الطبية، وسط حصار إسرائيلي خانق ومنع تام لسفر المرضى للعلاج.
وعلى أحد أسرة المستشفى، تجلس مريضة السرطان نيفين أبو زيادة تواجه الموت، وفي قلبها أمل يتلاشى يوما بعد يوم، وتقول نيفين لوكالة "سبوتنيك": "أعاني منذ عام من مرض السرطان بالغدد الليمفاوية، وكنت أتابع حالتي الصحية، لكن مع مرور الوقت تراجعت حالتي بشكل كبير، ولم أستطيع التحرك من السرير إلا بواسطة كرسي متحرك، وتدهورت صحتي، وأعاني من التعب الشديد وضيق بالنفس، وأواجه الموت بشكل بطيء، بسبب عدم توفر العلاج وإغلاق المعابر".
وتضيف: "منذ 6 أشهر، لم أعد قادرة على القيام بمهامي تجاه أطفالي، ولا حتى قادرة على القيام بمهامي اليومية، ولا أستطيع النوم أو الأكل بشكل طبيعي، ولقد فقدت 25 كيلو من وزني خلال فترة بسيطة، وإغلاق المعابر حرمني مع آلاف من مرضى السرطان من السفر والعلاج في الخارج، لذلك أناشد كل الضمائر الحية، مساعدتنا للسفر خارج القطاع للعلاج، لعل الله يشفيني وأعود للحياة للاعتناء بأطفالي".

صور تظهر مرضى السرطان في إحدى مستشفيات قطاع غزة
© Sputnik . Ajwad Jradat
5 آلاف مريض سرطان بحاجة للعلاج خارج القطاع
ويعاني قطاع غزة قبل الحرب، عدم وجود مستشفى مخصص لمعالجة مرضى السرطان، وكان المرضى مضطرين إلى الحصول على تحويلات طبية إلى مستشفيات خارج القطاع، ولكن مع استمرار الحرب لم يعد أمام المرضى خيار سوى مواجهة الموت بلا علاج.
ويقول الطبيب محمد أبو ندى المدير الطبي لمستشفى الصداقة التركي الفلسطيني لـ"سبوتنيك": "استهداف المنظومة الصحية في القطاع، وانتقالنا من مشفى إلى آخر، أدى إلى فقدان المرضى لمن يوجههم، وفقدان المرضى لمركز تتابع حالتهم، ومرضى السرطان في القطاع لم يتلقوا منذ بداية الحرب العلاج المناسب، ولم نستطيع تشخيص كثير من الحالات، لعدم وجود مكان مختص لمرضى السرطان في القطاع".

صور تظهر مرضى السرطان في إحدى مستشفيات قطاع غزة
© Sputnik . Ajwad Jradat
ويضيف: "يوجد في قطاع غزة 11500 مريض سرطان، منهم 5 آلاف بحاجة للسفر والعلاج في الخارج، وذلك لنقص التشخيص، أو نقص العلاج الكيماوي، أو نقص العلاج الهرموني، أو عدم وجود إمكانية لعمل إشعاع لهؤلاء المرضى، وهؤلاء المرضى حرموا من مغادرة قطاع غزة، بالرغم من حاجتهم الشديدة للعلاج في الخارج، ولا بد من توفير العلاج الكيماوي لمرضى السرطان في القطاع، وإذا لم يتوفر العلاج الكيماوي سوف ينتشر المرض في أجسادهم، والمصير معروف وهو الموت".

صور تظهر مرضى السرطان في إحدى مستشفيات قطاع غزة
© Sputnik . Ajwad Jradat
ويشير الطبيب أبو ندى، إلى أن مستشفى غزة الأوروبي هو الآن الملاذ الأخير لمرضى السرطان، حيث يقدم خدماته الطبيبة لهم، ويعاني المشفى نقصا في الأدوية وأجهزة الفحص، ولا سبيل أمام المرضى سوى السفر للخارج، حيث يفتقر المستشفى إلى العلاجات الكيميائية الأساسية والأدوية التلطيفية، وحتى بعض الأجهزة الحيوية لم تعد تعمل، وهناك مرضى حالتهم الصحية تسوء يوما بعد يوم.
وقال وكيل وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، يوسف أبو الريش: "إن الوضع الصحي والإنساني في قطاع غزة وصل إلى مستويات خطيرة وكارثية، و59% من الأدوية الأساسية، و37% من المهام الطبية رصيدها صفر، وخرج 16 مركزا صحيا من أصل 52 من مراكز الرعاية الأولية عن الخدمة، فيما تتفاقم الحالة الصحية لمئات المرضى والجرحى الذين ينتظرون السفر للعلاج في الخارج، بسبب استمرار غلق المعابر، حيث تحتاج 13 ألف حالة مرضية إلى مغادرة القطاع لمتابعة العلاج التخصصي، وفقا لبيان وزارة الصحة الفلسطينية".

صور تظهر مرضى السرطان في إحدى مستشفيات قطاع غزة
© Sputnik . Ajwad Jradat
وتشهد المنظومة الصحية في قطاع غزة المحاصر انهيار كبير، حيث خرجت معظم مستشفيات القطاع عن الخدمة جراء القصف الإسرائيلي، وخرج غالبية المراكز الصحية عن الخدمة، ووصفت العديد من المنظمات الإنسانية الوضع الصحي في القطاع بالكارثي.
وفي 2 مارس/ آذار الماضي، أغلقت إسرائيل معابر غزة أمام دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية إلى القطاع، ما تسبب في تدهور غير مسبوق في الأوضاع الإنسانية.

1/9
© Sputnik . Ajwad Jradat
نيفين أبو زيادة... مريضة سرطان

2/9
© Sputnik . Ajwad Jradat
صور تظهر مرضى السرطان في إحدى مستشفيات قطاع غزة

3/9
© Sputnik . Ajwad Jradat
صورة تظهر حال المستشفيات المتردي في قطاع غزة

4/9
© Sputnik . Ajwad Jradat
محمد أبو ندى ... المدير الطبي لمستشفى الصداقة التركي الفلسطيني

5/9
© Sputnik . Ajwad Jradat
نيفين أبو زيادة... مريضة سرطان

6/9
© Sputnik . Ajwad Jradat
صور تظهر مرضى السرطان في إحدى مستشفيات قطاع غزة

7/9
© Sputnik . Ajwad Jradat
صور تظهر مرضى السرطان في إحدى مستشفيات قطاع غزة

8/9
© Sputnik . Ajwad Jradat
صور تظهر مرضى السرطان في إحدى مستشفيات قطاع غزة

9/9
© Sputnik . Ajwad Jradat
نيفين أبو زيادة... مريضة سرطان
1/9
© Sputnik . Ajwad Jradat
نيفين أبو زيادة... مريضة سرطان
2/9
© Sputnik . Ajwad Jradat
صور تظهر مرضى السرطان في إحدى مستشفيات قطاع غزة
3/9
© Sputnik . Ajwad Jradat
صورة تظهر حال المستشفيات المتردي في قطاع غزة
4/9
© Sputnik . Ajwad Jradat
محمد أبو ندى ... المدير الطبي لمستشفى الصداقة التركي الفلسطيني
5/9
© Sputnik . Ajwad Jradat
نيفين أبو زيادة... مريضة سرطان
6/9
© Sputnik . Ajwad Jradat
صور تظهر مرضى السرطان في إحدى مستشفيات قطاع غزة
7/9
© Sputnik . Ajwad Jradat
صور تظهر مرضى السرطان في إحدى مستشفيات قطاع غزة
8/9
© Sputnik . Ajwad Jradat
صور تظهر مرضى السرطان في إحدى مستشفيات قطاع غزة
9/9
© Sputnik . Ajwad Jradat
نيفين أبو زيادة... مريضة سرطان
وجدد الجيش الإسرائيلي حربه على قطاع غزة، والتي بدأت بعد أحداث السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وارتفع عدد القتلى منذ بداية الحرب على القطاع، إلى 52,243 قتيل غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 117,639 آخرين.
وفي 7 أكتوبر 2023، شن مقاتلون من "حماس" هجوما على جنوب إسرائيل أدى لمقتل 1200 إسرائيلي، وفقا لبيانات إسرائيلية رسمية، ورداً على هجوم "حماس"، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء" على الحركة، واستعادة الأسرى.


