وأوضح عودة في حديث لإذاعة "سبوتنيك" أن "غروسي أدرك خلال زيارته إلى كورسك، بدعوة من روسيا، مصدر المخاطر التي تهدد المنشأة النووية، وعليه، يمكنه أن يتقدم خطوة واحدة في مواقفه، ولكن لا يمكنه مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية بشكل مباشر، مما يجعل الحاجة ملحة لنظام عالمي جديد يتألف من مؤسسات دولية مستقلة".
ولفت عودة إلى أن "الحلف الأطلسي يحاول محاصرة روسيا بشتى الوسائل، ومنذ تشكيل الرباعية الدولية في مينسك لمعالجة ملف أوكرانيا، رفض الأطلسي كل الاتفاقيات التي بُحثت، وذلك وفقا لما اعترفت به المستشارة الألمانية السابقة، أنجيلا ميركل".
وأضاف عودة: "جاءت كل ممارسات نظام كييف بموافقة "الناتو" والولايات المتحدة الأمريكية، حيث تلعب هذه الأطراف دورًا رئيسيًا فيها".
وأشار عودة إلى أن "الولايات المتحدة الأمريكية تحاول تضليل الرأي العام من خلال مسلسل أكاذيب تتبعه منذ بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، وكانوا يقولون إنهم لن يزودوا أوكرانيا بهذه الأسلحة أو تلك، ثم يتبين أنهم يزودونها بها، ومن ثم يدّعون أن الأسلحة المقدمة لكييف مخصصة للدفاع عن نفسها، ولكنها تستخدم على أصعدة مختلفة".
عودة، وإذ اعتبر أن "هناك محاولات لتشويه التاريخ الروسي العريق لا سيما وأن الغرب يتمتع بتاريخ دموي"، أشار إلى أن "الإدارة الأمريكية تحاول المحافظة على نفوذها الذي اكتسبته بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، ولكن هناك قوى جديدة صعدت لتقول "كفى" للولايات المتحدة الأمريكية التي تأخذ العالم رهينة لمصالحها".
وأضاف: "علينا أن نرى كيف تمت السيطرة على غالبية الأنظمة في الدول الأوروبية التي تنحو نحو الفاشية، والتي وصلت إلى السلطة عبر حركات شعبوية كانت تعتمد عليها النازية"، معتبرا أن "القوى الغربية هي قوى مغامرة لسببين: الأول أنها وصلت إلى السلطة ولا تريد أن تخسرها، والثاني أنها غير قادرة على الخروج من القبضة الأمريكية التي ساهمت في وصول مثل هذه الطبقة السياسية إلى الحكم في هذا البلد أو ذاك".
أما فيما يتعلق بالدور الفرنسي في الأزمة الأوكرانية، فقال عودة: "تبين أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لديه العديد من المشكلات وقد صنع مشكلات، خصوصا مع روسيا". وتابع: "في بدايات العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، كانت موسكو تستمع لخطاب ماكرون، لكنه فقد كل مقومات الرجل السياسي بعد خسارة نفوذه في أفريقيا، ليصبح لاحقا سياسيًا مراهقًا يقود فرنسا، التي من المفترض أن تقود أوروبا".
وأضاف عودة: "أعتقد أن جميع التصريحات العنترية التي أطلقها ماكرون هي محاولة للمزايدة على الولايات المتحدة، في محاولة منه لحجز دور كبير في المرحلة القادمة على الصعيد العالمي".