تعليقا على زيارة لافروف إلى الرياض.. محلل سياسي لـ"سبوتنيك" الزيارة تأتي تحضيرا لقمة "بريكس"

رأى الكاتب والمحلل السياسي حيّان نيّوف، أن "زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافرورف، إلى المملكة العربية السعودية، تأتي في إطار التحضير لقمة مجموعة "بريكس" المقرر عقدها في مدينة قازان عاصمة جمهورية تتارستان الروسية، في تشرين الأول المقبل، بعد دعوة المملكة للانضمام إلى المنظمة".
Sputnik
وأشار نيّوف، في حديث لإذاعة "سبوتنيك"، إلى أن "المملكة العربية السعودية، وفي السنوات الماضية، كان موقفها ملتبسًا حول الانضمام إلى المجموعة نتيجة ضغوط أمريكية هائلة مورست على الرياض، على عكس ما نشهده اليوم إذ تتمتع المملكة بموقف ثابت لناحية تثبيت حضورها في القمة، لا سيّما وأن القمة ستناقش ملفات مهمة جدًا على رأسها انضمام دول عديدة إلى الـ"بريكس" ورأي السعودية مهم جدا في هذا الإطار".
ولفت نيّوف إلى أن "الولايات المتحدة الأمريكية وبعد قمة الـ"بريكس" التي عقدت العام الماضي في جنوب أمريكا، تحركت بشكل سريع نحو المملكة عبر قمة "العشرين" وإنشاء مشروع الممر الهندي الأوروبي، في محاولة منها لإعطاء السعودية دورًا استريتيجيًا، و من ثم تبيّن أن هذا المشروع لم ينفّذ و بقي على الورق، كما حاولت واشنطن إنشاء شراكة استراتيجية مع الرياض و فشلت".
لافروف يصل إلى العاصمة السعودية... فيديو
مشيراً إلى أنه "يحق للملكة العربية السعودية و في ظل هذا العالم الذي يشهد تحولا كبيرا نحو التعددية القطبية أن تحجز مكانا لها وبالتالي وجدت في روسيا وحلف الشرق متنفسا لها لتثبيت موقعها في العالم الجديد، إضافة إلى علاقتها مع الولايات المتحدة الأمريكية بهدف تنويع علاقاتها".
نيّوف الذي شدد على أن "تطور العلاقات بين روسيا والسعودية في العامين الماضيين سبّب إزعاجا كبيرا بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية"، قال إن "هناك دولا عديدة في العالم اليوم تريد التخلص من الهيمنة الأمريكية بما فيها السعودية ومصر، لتؤسس لمرحلة جديدة في المرحلة المقبلة، وبناءً عليه إن وجود السعودية وهذه الدول ضمن مجموعة الـ"بريكس" سيؤدي إلى تعاون اقتصادي وسياسي ومالي، وقد تنتقل هذه العلاقة إلى مرحلة التبادل بالعملات المحلية، لا سيما وأن روسيا توفر بديلا للسعودية بعيدا عن الشروط والتكاليف الأمريكية الغربية في المرحلة القادمة".
8 دول في تحالف "أوبك+" تقرر تمديد تخفيضات الإنتاج الطوعية.. منها روسيا والسعودية
وأوضح الكاتب و المحلل السياسي أن "هناك جوانب مهمة جدا من التعاون الروسي الخليجي، الجانب الاول يتمثل في الاقتصاد، على اعتبار أن الخليج يبحث عن أمنه ومصالحه، وروسيا دولة مؤثرة في سوق النفط وتعتمد أيضًا على سوق آسيا لتصريف إنتاجها، وبالتالي الرياض بحاجة إلى التنسيق مع موسكو، والجانب الثاني وهو جانب سياسي، إذ أن روسيا تتمتع بعلاقات جيدة مع إيران المجاورة لدول الخليج، والذي بدوره يبحث عن علاقة طيبة مع طهران".
لافروف: الشرق الأوسط على شفا حرب إقليمية كبرى
مستذكرا "مشروع الأمن لمنطقة الخليج الذي حاولت تسويقه موسكوعقب توقيع الاتفاق الإيراني السعودي في بكين، والذي يمكن إعادة تسويقه عبر مشاركة المملكة في مجموعة الـ"بريكس" لضمان أمن الجنبين الإيراني والسعودي".
أما في ما يتعلق بالمزاعم الأمريكية حول إرسال إيران صواريخ بالستية إلى روسيا، قال نيّوف إنها "ليست المرة الأولى التي تطلق الولايات المتحدة الأمريكية مثل هذه المزاعم، بهدف منع أي تقارب إيراني من الدول الأوروبية خصوصًا في ظل الحكومة الإيرانية الجديدة، و الرئيس الجديد مسعود بازاشكيان، الذي أبدى انفتاحا على الدول الأوروبية، وتخريب التحالف الروسي الإيراني، وبالتالي واشنطن تسعى إلى دق الإسفين بين موسكو والخليج من جهة وطهران والخليج من جهة ثانية".
الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
أستاذ علاقات دولية: روسيا حاضرة على الساحة العالمية ومنطق العقوبات ارتد على أصحابه
مناقشة