وأشار أيوب، في حديث لإذاعة "سبوتنيك"، إلى أنه "يجب أخذ الهواجس الروسية بعين الاعتبار لوقف هذا الصراع، مما يفتح المجال للبحث في أي مفاوضات محتملة، بما في ذلك العودة إلى الاتفاقية التي وُقعت في إسطنبول"، لافتًا إلى أنه "لم يعد أمام الرئيس الأوكراني المنتهية ولايته، فلاديمير زيلينسكي، خيارات كثيرة، إذ إن صبر وتروي روسيا قد أفشل كل المخططات الغربية".
وأردف أيوب أنه "في الوقت الحالي، يعاني زيلينسكي على جبهتين، من جهة يدفع ثمنًا باهظًا على الجبهة الروسية، ومن جهة أخرى، يشهد انهيارات في صفوف جيشه في الدونباس، مقابل تقدم الجيش الروسي"، موضحًا أن "زيلينسكي ليس لديه وقت للمناورة، وأمريكا قد تكون قد بدأت تشعر بالإحباط لعدم تحقيق أهدافها الاستراتيجية المحددة في الوقت، الذي تعاني فيه الدول الأوروبية انقسامًا شديدًا، وعليه قد يشهد العام المقبل إما تصعيدًا واسعًا أو العودة إلى طاولة المفاوضات وقبول المطالب الروسية".
واعتبر أن "المواقف الأوروبية المتخبطة تظهر أن تصريح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد أحدث تأثيرًا في الغرب، حيث اعتبر بوتين، أن منح كييف الفرصة لاستهداف مواقع حساسة في روسيا، قد يؤدي إلى حرب مباشرة"، مشيرًا إلى "ضرورة تحمل الدول مسؤولية هذا القرار".
وتابع أيوب قائلًا: "أوروبا تتخوف من أي تصعيد قد يجعلها تدفع الثمن الأكبر إلى الولايات المتحدة الأميركية، التي تمتلك قواعد عسكرية في أنحاء متعددة من العالم، قد تتأثر أيضًا".
ورأى الباحث في العلاقات الدولية أن "حلف الناتو يحاول استغلال تريّث روسيا في الرد على أي تصعيد، لكن هذا التروي لا يعني أن موسكو ستسمح بتجاوز الخطوط الحمراء، وفي حال ردت وفتحت صراعًا مباشرًا مع الناتو، لن يتحمل الغرب تبعات هذه القرارات المتهورة"، وأضاف: "صحيح أن أوكرانيا لم ولن تنضم رسميًا إلى حلف الناتو، لكن هذا الحلف جعل من أوكرانيا قاعدة عسكرية له، لذلك، يجب على الغرب أن يفكر جيدًا قبل أي استفزاز أو اعتداء على روسيا، خاصةً أن هذا قد يؤدي إلى تفعيل العقيدة النووية الروسية".
وأشار أيوب إلى أنه "منذ البداية، لم تكن الدول الأوروبية ترغب في الصراع الأوكراني باستثناء بريطانيا. ومع ذلك، دفعت الضغوط والإملاءات الأمريكية هذه الدول إلى الانخراط في النزاع، حيث تدفع الثمن بشكل كبير، بدليل أن العقوبات المفروضة على روسيا أثرت على الدول الأوروبية أكثر من تأثيرها على روسيا نفسها، مما يشير إلى أن الهدف الأمريكي من هذا الضغط قد تحقق، حيث أصبحت الدول الأوروبية أضعف اقتصاديًا وسياسيًا، مما يسهل سيطرتها عليها".
وقال الباحث المتخصص في الشؤون الروسية إن "ألمانيا أعطت نفسها وقتًا للتفكير في تاريخها ونتائج عدوانها على الاتحاد السوفيتي، واليوم، رغم كونها من أوائل الدول التي دعمت أوكرانيا، تدرك برلين جيدًا أنه لا يمكن مواجهة موسكو"، وأضاف: "ألمانيا تدفع تقريبًا نصف الدعم الذي يقدمه "الناتو" إلى جانب أمريكا لأوكرانيا، وهذا التصريح قد يكون له صدى داخل كييف والناتو".
وشدد أيوب على أن "التصعيد ليس في مصلحة أحد، والدول التي بدأت تشعر بتصاعد الخطر بدأت تبحث عن حلول لتفادي الحرب، على اعتبار أن أوكرانيا وشعبها هما من يدفعان الثمن الأكبر، حيث أصبحت الدولة مدمرة وفاشلة بسبب هذه السياسات"، مؤكدًا أن "الغرب مستعد للتضحية بأوكرانيا دون غيرها، وإذا شعروا بشكل واقعي أن الوضع قد يتغير سريعًا لمصلحة روسيا، فإنهم قد يتجهون نحو التفاوض".