نائب فلسطيني: أمريكا شريكة في جريمة الإبادة الجماعية وشريان حيوي لبقاء الاحتلال في فلسطين

صرح نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، علي فيصل، اليوم الجمعة، أن الولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي شركاء رئيسيون فيما تقوم فيه إسرائيل من "جرائم إبادة جماعية"، وذلك بهدف عسكرة العلاقات الدولية والسيطرة على الممرات المائية وفرض الهيمنة على شعوب المنطقة.
Sputnik
موسكو - سبوتنيك. ويشغل فيصل أيضا منصب رئيس الوفد الفلسطيني في اجتماع اللجنة الدائمة المعنية بالشؤون الاجتماعية والثقافية للجمعية البرلمانية الآسيوية المنعقد في موسكو، والذي منعته الحرب في لبنان من المشاركة الشخصية في أعمال الجمعية البرلمانية، على حد تعبيره.

وقال فيصل في تصريح لـ"سبوتنيك": "لقد أرسلت كلمتي إلى اجتماع الجمعية البرلمانية الآسيوية المنعقد في روسيا الاتحادية، التي نقدر لها ولقيادتها موقفها الداعم للشعب الفلسطيني وحقوقه، وبدعوة نبيلة من مجلس الدوما الروسي وبرعايته واستضافته المشكورة، مزودة بوثيقه تشرح التداعيات للآثار الاجتماعية والثقافية للحرب الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني".

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ "أرض-أرض" أطلق من اليمن
وأردف فيصل: "أتحدث اليكم، والأطفال الأبرياء من شعبنا تسبح بدمائها، والأمهات تحمل أشلاء أبنائها، لم يعد هناك مكان آمن في كل الأراضي المحتلة، لا في غزة ولا في الضفة، القبور الجماعية قد امتلأت، الأكفان قد نفدت، الجثث قد تحللت، أشلاء تدفن في الأكياس... وحال الجوع والحصار يزداد تفاقما يوما بعد يوم... وتهديم البنى التحتية والسكنية بنسبة 80% وبقصف أطنان من القنابل بأضعاف 5 من هيروشيما وقد يلجأ الاحتلال الى حرب بيولوجية للإبادة الجماعية".

وتابع نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني: "وكأن العالم اعتاد على الجرائم الاسرائيلية، ويشاهد التلفاز ليحصي أعداد الشهداء والضحايا، ويتعاطى معهم كأرقام دون أن يكترث بأن لكل واحد منهم حكاية وأحباب وعائلة ووطن وتراث وثقافة وهوية وحضارة وقيم إنسانية، فحتى الآن ارتكبت إسرائيل أكثر من 3565 مجزرة سقط نتيجتها 42 ألف شهيد في قطاع غزة، 17 ألف منهم من الأطفال، و12 ألفا من النساء".

قائد الحرس الثوري الإيراني: لو اجتمعت أمريكا وكل "شياطين العالم" ما تمكنت من "حزب الله"
واعتبر فيصل أن "الإدارة الأمريكية هي شريكة أساسية في جريمة الإبادة الجماعية، والحلف الأطلسي هو الشريان الحيوي لبقاء هذا الاحتلال على أرض فلسطين من أجل تنفيذ مشاريع إقليمية ودولية استعمارية على حساب شعبنا الفلسطيني، والتي تهدف إلى عسكرة العلاقات الدولية والسيطرة على الممرات المائية الدولية، وتفرض هيمنتها على شعوب المنطقة وأحرارالعالم، وكل من أراد التحرر من التبعية الاقتصادية الأمريكية الاستعمارية والهيمنة الأحادية على العالم".

وأشار النائب إلى أن "الأمر يفلت من الإدارة الأمريكية جراء تحولات واسعة في الرأي العام العالمي وتوازنات دولية جديدة تؤذن بتشكل عالم جديد على أساس تعدد الأقطاب بالضد من أحادية سيطرة أمريكا على النظام العالمي وعلى المنطقة وقد لعبت روسيا والصين دورا هاما على هذا الصعيد، ما يفتح المجال الأوسع لنضال شعبنا من أجل وقف العدوان الإسرائيلي وانسحابه من غزة والضفة وتحقيق أهدافه الوطنية بالعودة والدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس".

"أنصار الله" اليمنية تعلن استهداف تل أبيب بصاروخ "فلسطين-2" الباليستي

وأكد فيصل أنه "مخطئ من يراهن على هزيمة الشعب الفلسطيني، والتاريخ عبرة لمن لا يعتبر، والحق مهما طال، لن يضيع ما دام وراءه شعب مقاوم، يطالب بأبسط حقوق الانسان في الحرية والاستقلال التي لم يحصل عليها يوما، ومن هنا أؤكد أن كل السيناريوهات الصهيو-أمريكية المطروحة لما بعد الحرب ستفشل، ولن يكون إلا ما يريده الشعب الفلسطيني وحده وبقرار فلسطيني موحد في إطار حكومة وفاق وطني، وبمرجعية منظمة التحريرالفلسطينية".

وأشار فيصل إلى أنه توجه لاجتماع اللجنة بكلمته عبر اتصال فيديو وعرض عليهم عدة توصيات أهمها "وقف العدوان وانسحاب قوات الاحتلال الاسرائيلي من قطاع غزة وفك الحصار عنه، إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة، دعم دولة فلسطين في مطلبها لنيل العضوية الكاملة في الأمم المتحدة".
مستشار الرئيس الفلسطيني: أمريكا تبيع الوهم للعرب ودعمها لإسرائيل بالسلاح يكشف حقيقتها

وأضاف النائب: "طالبت أيضا بعزل الكنيست الإسرائيلي ومقاطعته وإسقاط عضويته من البرلمان الدولي، معالجة الآثار الاجتماعية والصحية والتعليمية الناتجة عن العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية وتقديم المساعدات الدائمة للمؤسسات الوطنية الفلسطينية، ودعم اللاجئين الفلسطينيين، بتقديم كل أشكال الدعم الكامل لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى أونروا".

ويذكر أن العاصمة الروسية موسكو، تحتضن من 15-28 سبتمبر/أيلول، بدعوة من مجلس الدوما الروسي، اجتماع اللجنة الدائمة المعنية بالشؤون الاجتماعية والثقافية للجمعية البرلمانية الآسيوية، والتي ستناقش خلال اجتماعها مشروعا "دعما لنظام عالمي أكثر عدلا ومتعدد الأقطاب يعكس تنوعه الثقافي والحضاري".
مناقشة