فهل تشن إسرائيل هجوما واسع النطاق على اليمن.. بعد تكرار هجمات أنصار الله على قلب تل أبيب.. وما التداعيات التي يمكن أن تحدث؟
بداية يقول أكرم الحاج، المحلل السياسي من العاصمة اليمنية صنعاء: "أعتقد أن مثل هذه التهديدات ستنفذ من خلال استهداف منشآت مدنية وهذا هو الخيار المؤكد لكيان الاحتلال كما هي عادته في استهداف المدنيين والمنشآت المدنية، سواء كانت في مدينة الحديدة الساحلية التي تحتوي على ميناء الحديدة وغيرها من المنشآت المدنية، أو محطات الكهرباء في العاصمة صنعاء كون الاحتلال الإسرائيلي يعتمد في استهدافه اليمن على استهداف البنية التحتية المدنية، وهذا ما جاءت به تهديدات قادة الاحتلال، من أجل أن يحقق نوعًا من الضغط على اليمن لوقف عملياته على الكيان المحتل أو عمليات البحر الأحمر والعربي".
رسالة قوية
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "في المقابل نجد أن صنعاء قد أكدت مرارًا وتكرارًا، أنها لن تتخلى عن مساندة غزة أو عن استهداف تل أبيب، ولن توقف عمليات في البحر الأحمر واستهداف أي سفن متجهة لكيان الاحتلال، إلا عندما توقف إسرائيل حربها على الفلسطينيين في غزة، وتسمح بدخول المساعدات الغذائية والدوائية للشعب الفلسطيني".
وتابع الحاج: "الموقف اليمني الذي تتبناه أنصار الله ضد إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية يعد جزءًا من استراتيجية عسكرية وثورية تهدف إلى توجيه رسالة قوية إلى إسرائيل، بأن اليمن لن يقف مكتوف اليدين في مواجهة العدوان على فلسطين وأن موقفهم واضح، وأن صنعاء لا تُعير تهديدات إسرائيل أي اهتمام".
تحول نوعي
وأشار المحلل السياسي، إلى أن "صنعاء تواصل تنفيذ سلسلة من الهجمات الدقيقة باستخدام صواريخ فرط صوتية باليستية، مثل صواريخ "فلسطين 2 تزامنا مع التهديدات الإسرائيلية، لافتا إلى أن الصواريخ الفرط صوتية التي تستخدمها صنعاء في الوقت الراهن تُمثل تحولًا نوعيًا في القدرة العسكرية اليمنية، حيث تبلغ سرعتها 16 ماخ مما يجعلها قادرة على تجاوز الدفاعات الجوية الإسرائيلية بسهولة، خاصة في وقت تشهد فيه إسرائيل اضطرابًا في استجابة الدفاعات الجوية ضد هذه الأنواع من الصواريخ".
وأكد الحاج أن "التهديدات العسكرية اليمنية لا تقتصر فقط على عمليات استهداف تل أبيب، بل تشمل استهداف مناطق حساسة أخرى داخل الأراضي المحتلة مثل المنشآت العسكرية، إذ أن استخدام صواريخ فرط صوتية كهذه يعكس قدرة متقدمة في مجال التكنولوجيا العسكرية، ما يثير قلقًا عميقًا داخل الدوائر العسكرية الإسرائيلية".
وأوضح الحاج "أن المعادلة العسكرية الحالية بين صنعاء وإسرائيل تزداد تعقيدًا مع كل يوم يمر، حيث أن تهديدات صنعاء قد تتحول إلى هجمات أكثر فتكًا إذا استمرت إسرائيل في تجاهل مطالبها بوقف العدوان على غزة، خاصة عند احتمالية ضرب صنعاء للمصالح الإسرائيلية وتواجدها العسكري في المنطقة وأفريقيا".
حرب استنزاف
في المقابل يقول الدكتور عبد الستار الشميري، رئيس مركز جهود للدراسات باليمن، "لا شك أن المواجهة في اليمن تتصاعد، واعتقد أن ستأخذ وقتا زمنيا وسوف تنهك فيه القوى الحوثية (أنصار الله) بشكل مستمر واستنزافي".
وأكد في حديثه لـ"سبوتنيك": "أن هناك نقص واضح في المعلومات الاستخباراتية لدى الأمريكان والإسرائيليين ويعملون على ترميم هذه الفجوة، وإذا استطاعوا ردم هذه الفجوة فسيكون مصير الحوثي سهل، لكن هذا لن يكون في الزمن القريب".
وأضاف الشميري: "المعركة مع الحوثي ستتطلب وقتا، نظرا لأن لديه مجموعة كبيرة من السلاح، علاوة على أن لديه جغرافية تقاتل معه، أيضا منصات كافية وقدرة تمكنه من المبادرة في كل مرة يُضرب فيها، كما أنه لا يهتم كثيرا بضرب البنية التحتية للدولة، هو يهتم فقط بضرب بنيته العسكرية، وبنيته العسكرية محصنة إلى شكل كبير، وهذا سيتطلب وقت".
وأشار الشميري إلى أن "تراكم الضربات من جانب أمريكا وإسرائيل ضد الحوثيين ستفقده القدرة المستقبلية، وإن بوقت بعيد على هذه المبادرة وإطلاق الصواريخ، وأعتقد أن هناك استعدادات ماثلة في موضوع الحديدة لعملية عسكرية نوعية وضرب معظم تموضعاته فيها".
جاهزون لكل المستجدات
بدوره يقول الخبير العسكري اليمني من العاصمة صنعاء، الاستراتيجيات العسكرية لدينا بها مرونة كبيرة للتغيير والتبديل، بحسب المعطيات والمواقف على الأرض، وخلال الساعات القادمة، سوف يشهد ميدان السبعين في العاصمة صنعاء عقب صلاة الجمعة تظاهرات كبيرة تطالب الجيش بضرب مناطق حيوية واستراتيجية واقتصادية للعدو الإسرائيلي سواء كان ذلك بضرب السفن أو الموانىء".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "العمليات السابقة ضد إسرائيل لم تستهدف المدنيين كما يفعلون، نحن نقاتل بشرف، وقد رأينا بعدما حدث في سوريا وقيام إسرائيل باستهداف كل مقدرات الجيش السوري العسكرية بعد ساعات فقط، وشجعه الإعلام العربي وإعلام الفصائل الإرهابية على التمادي في ذلك، لكن إذا تمادى في تلك الأفعال فإن ردودنا ستكون قاسية وهم يعلمون ذلك جيدا، حتى الآن لا يزال هناك الكثير من المفاجآت لدينا ".
وتابع راشد: "العدو الإسرائيلي مصاب بحالة من الخوف والرعب على الأماكن الحيوية التي لديه، لأن جميع تلك المناطق هي ضمن بنك الأهداف لدينا، و محطاتنا التي تم استهدافها من قبل إسرائيل لا تساوي واحد بالمئة من الأهداف الإسرائيلية التي تقع تحت مرمى الصواريخ والمسيرات اليمنية سواء محطات الكهرباء النووية والغازية والتي تمثل العمود الفقري لإسرائيل، واستهداف تلك المنشآت سوف تحصر إسرائيل في زاوية ضيقة وتؤثر عليه في الداخل والخارج".
ولفت الخبير العسكري إلى أن"العدوان الأمريكي الإسرائيلي على اليمن، والذي استهدف المصالح الاستراتيجية للمدنيين، دفعنا للرد المباشر على تلك العملية وبعد ساعات فقط، حيث تم قصف أهداف في قلب الأراضي المحتلة وإصابتها رغم الاستعدادات والتجهيزات التي يستخدمها العدو، وهذا في حد ذاته تغير في الاستراتيجية العسكرية والتكتيكية للجيش اليمني".
صرح قائد القوات الجوية الإسرائيلية اللواء تومير بار، اليوم الأربعاء، بأن قواته العسكرية الجوية هاجمت الحوثيين في اليمن ثلاث مرات.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، عن اللواء تومير بار أنه رغم مهاجمة قوات سلاح الجو للحوثيين في اليمن لثلاث مرات، فإن بلاده ستواصل استهدافهم وستزيد من وتيرة وشدة الهجمات بقدر الضرورة.
وأفاد اللواء تومير بار بأن قيادة سلاح الجو أكملت تقريرها بشأن تحقيقات عملية "طوفان الأقصى" التي وقعت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، من خلال فريق مستقل.
وأشار قائد سلاح الجو الإسرائيلي إلى أن هذا التحقيق عميق وشامل وسيعرض في نهاية اكتماله على الجمهور بطريقة شفافة ومهنية.
وكانت جماعة "أنصار الله" اليمنية قد أعلنت، اليوم الأربعاء، "تنفيذها عملية عسكرية ضد هدف عسكري في إسرائيل، ضمن هجمات الجماعة المستمرة على إسرائيل، وفي إطارِ الرد على العدوان الإسرائيلي على اليمن".
وقالت جماعة "أنصار الله": "استهدفت القوة الصاروخية في القوات المسلحة اليمنية بعون الله تعالى، هدفا عسكريا للعدو الإسرائيلي في منطقة يافا المحتلة، وذلك بصاروخ باليستي فرط صوتي نوع "فلسطين 2".
وأضافت: "انتصارا لمظلومية الشعب الفلسطيني ومجاهديه وردا على المجازر بحق إخوانِنا في غزة، وضمن المرحلة الخامسة من مراحل الإسناد في معركة الفتحِ الموعود والجهاد المقدس وفي إطار الرد على العدوان الإسرائيلي على بلدنا".
وأشارت إلى أنه "العملية حقتت أهدافها بنجاح".
وأكدت الجماعة أن قواتها "مستمرة في تنفيذ عملياتها ضد العدوان إسرائيلي وأن عملياتها الإسنادية للشعب الفلسطيني لن تتوقف حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة".
ويوم الخميس الماضي، كشف زعيم "أنصار الله" عبد الملك الحوثي، أن قوات الجماعة أطلقت منذ نوفمبر/ تشرين الثاني العام الماضي، 1147 صاروخًا باليستيًا ومجنحًا وطائرة مُسيرة باتجاه إسرائيل إسناداً للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، واستهدفت 211 سفينة مرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا.