وفي تصريح خاص لوكالة "سبوتنيك"، أكدت إحدى الناشطات في المجال الإغاثي والإنساني في السويداء، أن المحافظة "تعيش حالة من الإرهاب وانعدام الأمن، وسط أجواء من الذعر والخوف من تفشي الأوبئة نتيجة انتشار الجثث في الشوارع وداخل الشقق السكنية حتى هذه اللحظة، بفعل
الإعدامات الميدانية التي نفذتها القوات الحكومية ومسلحو العشائر".
وأضافت الناشطة: "نحن اليوم نواجه كارثة إنسانية حقيقية، حيث أننا نعاني من انتشار الأمراض بسبب الجثث المتحللة، ومن غياب شبه كامل للأدوية والمواد الإغاثية وحليب الأطفال نتيجة الحصار المفروض علينا، كما نعاني من انعدام الأمن وندرة المواد الغذائية".
وأشارت الناشطة في المجال الإغاثي والإنساني في محافظة السويداء إلى "الجهود التي يبذلها المجتمع المحلي، والمغتربون من أبناء السويداء، لمساعدة أهالي المدينة"، متسائلة: "لكن في ظل منع الإعلام من نقل الحقيقة إلى الخارج، كيف سيسمحون بوصول التبرعات والمساعدات؟".
وختمت الناشطة بنداء استغاثة "
للإسراع بإنقاذ عشرات الآلاف من المدنيين المحاصرين، فالمساعدات التي دخلت حتى الآن من المنظمات الدولية لا تغطي سوى أقل من 20% من الاحتياجات الأساسية".
رغم التوصل إلى اتفاق هش لوقف إطلاق النار بين القوات الحكومية ومسلحي العشائر من جهة، والفصائل المحلية من جهة أخرى، إلا أن
أصوات الاشتباكات لا تزال تُسمع بين الحين والآخر في أنحاء مختلفة من مدينة السويداء.
واستدعى التصعيد الأخير تدخلا عاجلا من الدول الضامنة للاتفاق في محاولة لاحتواء الموقف وإعادة تثبيت وقف اطلاق النار، وسط مخاوف من انهياره الكامل في حال استمرار الخروقات الأمنية.
وكانت وزارة الداخلية السورية، قد أعلنت أمس الأحد، أن ما وصفته "العصابات في السويداء"
خرقت اتفاق وقف النار عبر "شن هجمات غادرة ضد قوات الأمن في محاور عدة"، مشيرة إلى أن الهجمات على قوات الأمن الداخلي في المحافظة أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من عناصرها.
في غضون ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه استهدف آليات عسكرية تابعة للجيش السوري في السويداء، فيما تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه يسرائيل كاتس، في بيان مشترك، "بمنع أي أذى يلحق بالدروز في سوريا، انطلاقًا من التحالف الأخوي العميق مع الدروز في إسرائيل".
وردًا على القرار، أعلنت
الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز في سوريا، موافقتها على القرار والتزامها ببنوده، وتم تنظيم عملية خروج آمنة لعوائل عشائر البدو من داخل السويداء، بمرافقة من قوات أممية.