الكرملين: المعلومات الواردة بشأن استعداد فرنسا لإرسال قوات إلى أوكرانيا مثيرة للقلق
09:41 GMT, 28 أكتوبر 2025
صرح المتحدث باسم الرئاسة الروسية (الكرملين) دميتري بيسكوف، اليوم الثلاثاء، أن المعلومات الواردة من جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية، بشأن استعداد فرنسا لإرسال قوات إلى أوكرانيا، "مثيرة للقلق"، داعيًا الأوروبيين إلى التفكير فيما إذا كان الأمر يستحق التحالف مع الدول التي تبرر الإرهاب.
Sputnikوصرّح بيسكوف، في حديث للصحفيين، أن التوقف الحالي في المفاوضات مع أوكرانيا، يعود إلى عدم رغبة كييف بمواصلة العملية التفاوضية.
وقال أن "التوقف الذي طرأ على المفاوضات بشأن أوكرانيا ناجم، في الواقع، عن إحجام نظام كييف عن مواصلة عملية التفاوض هذه، وإحجامه عن الإجابة على الأسئلة التي طُرحت من قبلنا، ومسودات الوثائق التي قدمناها، والمقترحات المتعلقة بصيغة العمل المستقبلية ضمن مختلف المجموعات. وقد بقي كل هذا دون إجابة".
وردًا على سؤال حول تصريحات رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، بأن لأوكرانيا "الحق في مهاجمة أهداف مرتبطة بروسيا في أي مكان في أوروبا"، قال بيسكوف: "ينبغي أن تُسمع كلمات توسك، أولًا وقبل كل شيء، في بروكسل والعواصم الأوروبية"، وأضاف: "كما ينبغي على الأوروبيين أن يفكروا فيما إذا كان الأمر يستحق
التحالف مع الدول التي تبرر الإرهاب".
وأكد بيسكوف أن "أي شخص عاقل في أوروبا، سيحذّر من الدخول في تحالف وثيق كهذا مع دولة تتسامح مع الإرهاب، وتدافع عن حق الدول الأخرى في ارتكاب أعمال إرهابية".
كما شدد على أن "كالينينغراد جزء لا يتجزأ من روسيا، وسنضمن استمرار التواصل مع المقاطعة رغم التصريحات الليتوانية حول فرض قيود على العبور".
وحول رأي الكرملين في تصريحات رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، بشأن توسيع التعاون مع أندريه بابيش، زعيم حركة "عمل المواطنين غير الراضين" (أنو) في جمهورية التشيك، ورئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو، قال بيسكوف: "دول الاتحاد الأوروبي مستعدة لاتخاذ خطوات متهورة، ستسبب، بطريقة أو بأخرى،
الكثير من المشاكل والصداع للاتحاد الأوروبي، سواء كانت مصادرة أصول روسية أو ببساطة، سرقة أصول روسية أو انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، وغيرها".
وأضاف: "هذه كلها أفعال، لها تأثير سلبي للغاية على مستقبل الاتحاد الأوروبي".
وتعليقًا أيضًا على تصريحات أوربان، بأنه يعتزم خلال زيارته المقبلة للولايات المتحدة مناقشة العقوبات المفروضة ضد النفط الروسي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأنه دون موارد الطاقة الروسية، سترتفع الأسعار في بلاده، قال بيسكوف: "كل دولة مهتمة بشراء سلع استراتيجية، مثل موارد الطاقة بجودة أعلى وبكميات أكبر وبأسعار أقل"، مضيفًا: "موارد الطاقة الروسية تتميز بقدرة تنافسية عالية في الأسواق العالمية. وهذا ما يُفسر اهتمام أوربان".
اقتصادًيا، أكد بيسكوف أن "روسيا تناقش مجموعة واسعة من القضايا في إطار التعاون التجاري والاقتصادي مع الهند والصين"، لافتًا إلى أن "
موارد الطاقة الروسية تتمتع بقدرة تنافسية عالية في السوق العالمية وهو ما يفسر الاهتمام بها".
وحول تصريحات واشنطن، التي تدعو فيها جميع الدول إلى "التوقف" عن شراء النفط الروسي، قال بيسكوف: "نسمع تصريحات من واشنطن، بما في ذلك من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مفادها بأن جميع الدول يجب أن تتوقف عن شراء النفط الروسي، ونحن نعلم أن العديد من البلدان ترِد على هذا الأمر، قائلة إنها ستقرر بنفسها ماذا تشتري ومِن مَن، وما هو الأكثر انسجامًا مع مصالحها الوطنية".
وفي وقت سابق من اليوم الثلاثاء، أكد جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية، أنه بناء على أمر من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تستعد فرنسا لنشر قوة عسكرية قوامها 2000 جندي وضابط في أوكرانيا، لمساعدة نظام كييف.
وقال الجهاز في بيان: "بناء على تعليماته (ماكرون)، تستعد هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الفرنسية، لنشر وحدة عسكرية تصل إلى ألفي جندي وضابط في أوكرانيا،
لمساعدة نظام كييف".
وتابع: "سيتكون العمود الفقري للتشكيل من جنود العاصفة من الفيلق الأجنبي الفرنسي، ومعظمهم من دول أمريكا اللاتينية".
وأضافت الاستخبارت الخارجية الروسية: "الآن، وفقًا للمعلومات التي تلقاها جهاز الاستخبارت، تم بالفعل نشر الفيلق في المناطق المتاخمة لأوكرانيا، في بولندا، ويخضعون لتنسيق قتالي مكثّف".
ووفقًا للمعلومات، بحسب جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية، "يحلم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون،
بتدخل عسكري في أوكرانيا. وبعد فشله كسياسي، وشعوره باليأس من قيادة البلاد للخروج من أزمتها الاجتماعية والاقتصادية المزمنة، لم يفقد الأمل في دخول التاريخ كقائد عسكري".
وكانت المخابرات الخارجية الفرنسية، قد ذكرت في وقت سابق، أن "جنود العاصفة التابعين للفيلق الأجنبي الفرنسي متمركزون في المناطق الحدودية في بولندا، وهناك خطط لإعادة نشرهم في المناطق الوسطى في أوكرانيا".
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، في وقت سابق، أن "أي سيناريو يتضمن نشر قوات من دول أعضاء في حلف الناتو في أوكرانيا، مرفوض تمامًا من روسيا، وينذر بتصعيد حاد".
وكانت الوزارة، وصفت سابقًا التصريحات الصادرة في المملكة المتحدة ودول أوروبية أخرى، حول إمكانية نشر قوة من دول أعضاء في حلف الناتو في أوكرانيا، بأنها
تحريض على استمرار الأعمال العدائية.