أصبحت بريطانيا أول دولة حصلت على المساعدات الأمريكية المخصصة لمناوئي ألمانيا النازية. قال الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت في كلمة له أمام أعضاء الكونغرس في 17 ديسمبر/ كانون الأول 1940:
"يحتاج البريطانيون وحلفاؤهم اليونانيون إلى السفن والطائرات. إنهم سيحصلون على السفن والطائرات من الولايات المتحدة".
وبعدما اعتدت ألمانيا على روسيا وغيرها من الجمهوريات السوفيتية المتحدة في صيف 1941 ناشد الزعيم السوفيتي يوسف ستالين الولايات المتحدة بدء الحرب ضد ألمانيا في أوروبا في أقرب وقت من خلال فتح الجبهة الثانية. إلا أن واشنطن لم تسارع إلى الاستجابة لمناشدة الزعيم السوفيتي، مكتفية بكيل الوعود بتقديم مئات الدبابات والطائرات وقطع المدفعية. ولكن الأمريكيين لم يسارعوا إلى تنفيذ وعودهم. ولهذا ظلت روسيا تواجه ألمانيا المعتدية وجها لوجه لعامين آخرين. فمثلا، أعلنت الولايات المتحدة في يناير/ كانون الثاني 1942 نيتها توريد 90 دبابة فقط لروسيا. ولم تصل جميعها إلى مَن يجب أن يستلمها، وفقا لما ذكره المؤرخ العسكري ميخائيل مياغكوف في حديثه لتلفزيون القوات المسلحة الروسية "زفيزدا".
ولم تبدأ الولايات المتحدة بتوريد كميات كبيرة من المساعدات إلا بعد دحر القوات الألمانية المعتدية في مدينة ستالينغراد في بداية عام 1943 عندما بات واضحا أن بإمكان روسيا أن تتغلب على الغزاة اعتمادا على الإمكانيات الذاتية.
وكانت المساعدات الأمريكية تصل إلى روسيا بطريق الجو والبحر. وكلفت روسيا نفسها عناء توفير الحماية للمساعدات الأمريكية اثناء نقلها بطريق البحر.
وحصلت روسيا من الولايات المتحدة على ما يمثل 4 في المائة من إنتاجها للأسلحة والمعدات العسكرية. ولم تسلم الولايات المتحدة إنتاجها الأفضل إلى روسيا والجمهوريات السوفيتية الأخرى.
وتجدر الإشارة إلى أن الإمدادات الأمريكية لم تكن منحة لا ترد، بل كان يجب أن تدفع روسيا ثمنها. وبلغت الفاتورة التي كان يجب أن تدفعها روسيا بعد الحرب المدمرة التي قتلت عشرات الملايين من سكان روسيا والجمهوريات السوفيتية الأخرى، أكثر من 2.5 مليار دولار.
والتزمت روسيا بسداد فاتورة الإمدادات الأمريكية بينما أعفي متلقو المساعدات الأمريكية الآخرون من دفع فواتيرها.