قال الخبير العسكري والاستراتيجي، علي مقصود، في لقاء حصري مع "سبوتنيك" إن "هناك تحركا أمريكيا عبر الطائرات والقوافل والشاحنات التي بدأت بنقل الأسلحة المتطورة والذخائر وبعض العتاد اللوجستي عبر الممرات التي تربط سوريا مع العراق".
وأضاف مقصود أنه "عندما نشير إلى أن هذه القوافل المحملة بهذه الأسلحة والذخائر قادمة من كردستان العراق باتجاه قواعد أمريكا في سوريا، وكان آخرها قاعدة خراب الجير على الحدود السورية العراقية التركية، فهل يعني أن هذا التحرك وهذه الحشود التي استدعتها أمريكا ونقلت عتادا وأسلحة هي فعلاً للقيام بعملية أم لتعزيز المواقع العسكرية والوجود العسكري في هذه القواعد داخل سوريا بغية التصدي للصواريخ والمسيرات التي يمكن لإيران أن تستخدمها في الهجوم على الكيان الصهيوني، متسائلاً يتشكك عما إذا كان ذلك التصدي يحتاج فعلاً إلى هذا النوع من العتاد وهذه الأسلحة، وفي هذه المرحلة بالذات أم أن هناك شيئاً آخر".
فصائل المقاومة قد تدخل سوريا للمواجهة الكبرى مع إسرائيل
وأوضح الخبير العسكري أن حقيقة الأمر أن ما يحدث حاليا من تحشيد في القواعد السورية الغير الشرعية للولايات المتحدة الأمريكية يأتي في سياق هذا الحشد الكبير الذي استخدمته الولايات المتحدة الأمريكية من بوارج وحاملات طائرات وغواصات وأساطيل بحرية وغير ذلك إن كان إلى البحر المتوسط أو الأحمر أو في كل الممرات الاستراتيجية أو إلى قواعدها في الخليج والأردن. وذلك انطلاقا من أن هناك معلومات تشي بأن فيما لو فتحت الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة مع المقاومة الإسلامية اللبنانية، فقد يكون هناك مواجهة واسعة وحرب إقليمية ستتسع حرائقها لتشمل جميع الإقليم بشكل كامل، مشيرا إلى أن ذلك يعني أن هناك عشرات الآلاف من المقاتلين من الحشد الشعبي العراقي ومن الفصائل التي تنضوي في الحشد الشعبي والمدعومة إيرانيا، وكذلك من اليمنيين قد يدخلون عبر سوريا ليكونوا جزءا من هذه المواجهة الكبرى مع الكيان الصهيوني.
أمريكا تسعى لتعطيل المصالحة السورية التركية
وتابع مقصود أن "الأمر الثاني أن الولايات المتحدة الأمريكية عندما عززت قواعدها في سوريا جاء هذا العمل بعد المواجهات التي حصلت بين قسم من العشائر وبين "قسد" وكان هناك خسائر لـ"قسد" وتم طردها من عدة مواقع وأحياء وقرى وبلدات في شرق الفرات في مدينة دير الزور، وهذا حصل رغم ما قامت به أمريكا من دعم عبر الحوامات وغير ذلك، بل كان هناك حتى استهداف لقاعدة كونيكو، وخراب الجير، وقاعدة العمر، وبالتالي الولايات المتحدة استشعرت خطرا يوازيه تحرك على خط المصالحة، والاتفاق السوري التركي الذي ترعاه روسيا وهذا ما سبب قلقا لأمريكا". مشيرا إلى أنه "لكي تقوم بتخريب وتعطيل هذا المسار أو تأجيله قامت بتعزيز قدرات وقوات "قسد" وحتى مارست الدفاع عن مناطقها وأماكن تواجدها باستهداف بعض الأحياء وقوات العشائر والقوات الرديفة وكان هناك شهداء من هذه القوات".
واشنطن تحاول تقسيم تركيا وإقامة كيان كردي داخلها
وأكد الخبير العسكري أن أمريكا التي أعلن أحد مستشاريها أنها بالتنسيق مع "قسد" وضعت الخطة التي تنجز وتنتهي بتقسيم تركيا في إطار الدعم لقوات قسد، وهم أشاروا إلى أن هذا الإعلان يغضبهم لأنه يظهرهم بأنهم جزء من هذا المشروع الأمريكي الإسرائيلي، لإقامة كيان كردي ولكن عبر المستشار الأمريكي عن أنه ليس الهدف إقامة كيان كردي أو إدارة ذاتية في سوريا، بل الهدف أن نصلحهم وندربهم ونؤهلهم لانطلاق العمليات باتجاه شرق تركيا، وبالتالي لتقسيم تركيا وإقامة كيان في تركيا للأكراد، لافتا إلى أن هذا الكلام يصب في خانة الضغط على الأطراف ودعما لقسد لأن ملامح المواجهة بين المقاومة الفلسطينية والكيان الصهيوني أفضت إلى انكسار وهزيمة هذا الكيان وعجزه عن الدفاع عن نفسه ما أجبر الناتو الغربي الاستعماري بقيادة أمريكا على المجيء بكل هذه الأساطيل والبوارج لحماية إسرائيل.
مفاوضات "الدوحة- القاهرة" لكسب الوقت
وأضاف مقصود أن أمريكا التي أعلنت عن مفاوضات في قطر مضى عليها أسبوع ومن ثم ستتكمل في القاهرة علما أن الكثير من مؤشرات نجاحها أو إخفاقها واضح بسبب إسقاط وإفشال كل المفاوضات من قبل نتنياهو كان الغرض من هذه المفاوضات يرجع إلى العملية الإيرانية وعمليات "حزب الله" بالرد على الصهيوني. وبتقديري لكي يسمح لها الوقت لتأمين حشد عسكري هجومي وليس دفاعي.
الحشود الأمريكية هدفها تهديد تركيا بانهيار اقتصادي
وقال مقصود: "هل يمكن أن ننظر إلى ما قامت به أمريكا من حشود بأنه لا يقتصر على تأمين الدفاع والتصدي للصواريخ والمسيرات الإيرانية لحماية إسرائيل؟ بل هناك خشية من أن تتدحرج الأمور وتخرج عن السيطرة وتكون هناك مواجهة كبيرة في المنطقة تكون أمريكا قد حشدت واستعدت لأن تكون لديها القدرة للقيام بضربات هجومية على هذه الجبهة أو تلك وخاصة على المقاومة الإسلامية اللبنانية لذلك هذه الحشود هدفها تخريب وإخافة التركي والضغط عليه وتهديده بانهيار اقتصادي كما حصل، عام 2018، عندما هدد ترامب أردوغان بأن اقتصاده سينهار، موضحاً أن الأمر الثاني أنها تريد أن تقطع الطريق عبر هذه القوات وهذه التعزيزات وأيضاً تعزيز مواقع قسد لتمنع القوات الرديفة والحليفة لسوريا والمقاومة من أن تنتقل من بغداد من اتجاه سوريا إلى خطوط التماس وميادين القتال مع الكيان الصهيوني".
إذا اندلعت حرب إقليمية فالعشائر ستكون إلى جانب الجيش
وبين الباحث السياسي أنه بالنسبه لدور العشائر لا يمكن أن نقول إن العشائر بمعظمها أو بكليتها هي مع الدولة السورية وستقاتل إلى جانب الجيش، لأنه وللأسف هناك الكثير من عشائر وأبناء العشائر تم شراؤهم وهم حاليا حلفاء لـ"قسد" وأمريكا ولكن في الحقيقة يمكن أن نعول حاليا على ما يحصل من مواجهات واشتباكات من قبل قوات العشائر بزعامة، إبراهيم الهفل، زعيم عشيرة العقيدات، وبقية العشائر. مشيراإلى أنه يمكن في مجرى وسياق أي مواجهة ولا سيما لو اندلعت حرب إقليمية فإن العشائر سيكون هناك تحول وتغييرات نوعية في مواقفها وستكون إلى جانب الجيش العربي السوري وحلفائه لأن مصلحتهم معهم، وخاصة أن من انخرط في صفوف "قسد" تخلى عن كرامته مقابل الدولار وتخلى عن حقوقه وكبريائه في ظل الاستكبار والإساءات التي ينفذها ويطبقها قادة "قسد" من نساء ورجال على هؤلاء الزعماء الذين رضخوا لمشيئة "قسد" والمحتل الأمريكي.
الكيان الصهيوني مصيره الزوال والهجرة الخارجية
وأشار مقصود إلى أن كل ذلك يمكن أن يتغير في مجرى أي مواجهة شاملة لأن سوريا على موعد مع النصر وكذا محور المقاومة، وأمريكا تعمل لمنع توسع رقعة المواجهة والحرب لأنها ستخرج من غرب آسيا وبشكل حاسم ونهائي وكذلك الكيان الصهيوني سيكون مصيره الزوال والتحطيم والهجرة الخارجية، أما بالنسبه لـ"قسد" سيكون مصيرها أسوأ من مصير حلفاء أمريكا في أفغانستان، وستكون هزيمة أمريكا وخروجها من سوريا أكثر إذلالا مما حصل في أفغانستان، مبيّنا أن هذه الإجراءات لتأخير وتخريب المسار التفاوضي بين سوريا وتركيا ولتأجيل وتأخير الرد الإيراني ورد محور المقاومة على الكيان وأيضا للتلويح بهذه الورقة وبأنها حشدت من القوات ما تستطيع به أن تؤذي وتدمر وتخرب ولكن هي في الحقيقة لا تقرأ موقع وتأثير الجغرافيا.
لدى محور المقاومة أوراق كثيرة لتحقيق الانتصار
وحول ملامح تسوية في المنطقة تبدأ من غزة قال مقصود: "نعم قد يكون أحد السيناريوهات بعد هذا التصعيد الذي وصل إلى درجة الغليان في المنطقة وانتهى إلى إرساء معادلة واضحة، بأن هذا الكيان العاجز والفاشل في تحقيق أي من أهدافه رغم وقوف الغرب الاستعماري بكليته والولايات المتحدة الأمريكية، ورغم كل هذا التسليح والتمويل، مشيرا إلى أن المعادلة أثبتت أن لدى محور المقاومة أوراقا كثيرة تحقق له انتصارا ناجزا في مواجهة محتملة مع هذا الغرب ومع هذا الكيان الصهيوني، الذي سيقتل ويُفقأ كدملة زرعت في قلب هذه المنطقة، إذا قد يكون هناك سيناريو يحمل بذرة التسوية التي تنطلق من غزة ويكون هناك إقرار بحقوق الشعب الفلسطيني ودولته المستقلة وأن يكون هناك إجماع عربي وإسلامي إقليمي وحتى عالمي بأن يكون هناك إطفاء لكل هذه الحرائق في المنطقة لأهميتها الاستراتيجية فربما يتم الدفع بهذا المسار لتكون كل أزمات المنطقة قد تم تحضيرها لوضعها على طاولة المفاوضات وقد تكون في رحاب مجلس الأمن لتنطلق تسوية سياسية تنهي هذا الصراع بين هذا الكيان السرطان والدول العربية وحتى مع الدول الأخرى بما يحقق استقرارا لهذه المنطقة والعالم.