وبعد أن أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم أمس الخميس، 19 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، حوار "الخط المباشر" السنوي مع المواطنين الروس، والذي ناقش فيه الوضع في البلاد وقضايا السياسة الاقتصادية والداخلية والخارجية، استضافت إذاعة "سبوتنيك" مجموعة من المحللين السياسيين للقراءة في دلالات هذه الكلمة.
وعن الوضع الإقليمي، لفت دهشان إلى أن "حديث بوتين، مبني على معلومات دقيقة بأن إسرائيل تنوي البقاء في سوريا، مستغلة الفراغ الحالي"، وبيّن دهشان أن "التدخل الروسي في سوريا، كان ضرورة لحماية من مخطط واضح لتحويل سوريا إلى بؤرة للتدريب الإرهابي"، موضحًا أن "روسيا حرصت على عدم تفكك الدولة".
وفي ما يتعلق بالحلول السياسية، أوضح دهشان أن "روسيا طرحت منذ عام 2015، حلًا متكاملًا يتضمن معالجة القضايا القومية والمكونات السورية من ضمنها الوضع الكردي عبر نموذج اللامركزية الموسعة".
بدوره، أكد الدكتور صدقي زاهر عثمان، الباحث في الشؤون الروسية والأوروبية، أن "الموقف الروسي تجاه القضية الفلسطينية ثابت منذ البداية، عندما تم الإعلان عن حل الدولتين للأراضي الفلسطينية"، مشيرًا إلى أن "العقبة الرئيسية هي الولايات المتحدة وإسرائيل"، معتبرًا أن "الكرة في الملعب الأمريكي اليوم في ما يخص حل الدولتين".
وكما تحدث عثمان لـ"سبوتنيك"، عن مجموعة "بريكس"، مشيرًا إلى أن "الدول الأعضاء تتشارك هدفًا موحدًا في تحقيق السيادة الوطنية ودفع اقتصاداتها نحو النمو بعيدًا عن الهيمنة الأمريكية، التي باتت تخنق جميع الأنظمة أو الدول".
من جهته، رأى الباحث في الاقتصاد السياسي الدكتور محمد موسى، أن "سر نجاح استمرارية الاقتصاد الروسي يكمن في عامل الاستقرار، وهذا الأمر الذي يزعج الولايات المتحدة"، وأضاف أن "المرحلة المقبلة، مع وصول الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، قد تشكل فرصة كبيرة لحل الأزمات الاقتصادية، خاصة بالنظر إلى العلاقات الجيوسياسية والشخصية التي تجمع بين الرئيس ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين".
وأوضح موسى، في حديث عبر إذاعة "سبوتنيك"، أن "الاستقرار هو مفتاح أي عملية تطور أو نمو اقتصادي"، وأشار إلى أن "الاقتصاد الروسي يظل مستمراً في هذا السياق ما لم تسعى القوى الغربية إلى ضرب الاستقرار الداخلي في موسكو، وهو ما قد يهدد العالم باندلاع حرب عالمية ثالثة".
وتطرق ضيف "سبوتنيك" إلى العلاقات الروسية - الصينية، مشيراً إلى أن "هذه العلاقة تشكل مصدر انزعاج للولايات المتحدة الأمريكية"، وأوضح أن "روسيا والصين قد حسمتا أمرهما منذ فترة طويلة لتعزيز التعاون الاستراتيجي بينهما".
وفي السياق عينه، رأى أستاذ العلوم السياسية والباحث السياسي أسعد العويوي، أن "الرئيس بوتين، وضع خلال كلمته مسارًا واضحًا لإنهاء الأزمة الروسية الأوكرانية، مستندًا إلى الحفاظ على الأمن الروسي وتحقيق حيادية أوكرانيا".
وقال العويوي عبر إذاعة "سبوتنيك"، إن "الغرب وخاصة أمريكا يسعيان إلى عرقلة هذه الحلول، لا سيما إدارة الرئيس جو بايدن".
وحول موقف القيادة الأوكرانية، أكد العويوي أنه "لا يوجد قرار أوكراني مستقل لإنهاء الأزمة"، مشيرًا إلى أن "الهدف الغربي كان إضعاف روسيا"، وأشار إلى أن "الحلول الوسطية بين روسيا وأوكرانيا، تقتضي التفاهم حول الاعتراف بالأراضي التي ضمتها روسيا عبر استفتاءات شعبية، مع ضمان ألا تكون أوكرانيا جزءًا من أي تحالفات تهدد الأمن الروسي في المستقبل".