وفي حديثه عبر إذاعة "سبوتنيك"، أشار زريق إلى أن "هذه الحرب لم تكن لتحدث لولا الضغوط الكبيرة التي مارستها الولايات المتحدة، وهي الآن تسعى للحصول على المكاسب الكبرى منها، ورغم محاولات الدعم العسكري الأوروبي لأوكرانيا، إلا أن أوروبا تبدو في موقف ضعيف، حيث لا تملك القدرة العسكرية والاقتصادية لمواجهة هذه التحديات، وبالنسبة للاتحاد الأوروبي، فإن الحرب على عتباته كانت بمثابة صدمة كبرى، خاصة مع تحركات سياسية مفاجئة مثل الاتصال بين ترامب وبوتين"، لافتًا إلى أن "أوروبا استفاقت على كابوس!".
وأشار ضيف "سبوتنيك" إلى أن "أوروبا قد غفلت عن ضرورة تعزيز قوتها العسكرية والاقتصادية بعد أن تأسست على أسس السلام والأمن في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية".
وأوضح زريق أن "الأزمة الأوكرانية ألحقت الأذى بالشعب الأوكراني أولاً، ثم بالأوروبيين، بينما لم تتأثر روسيا بنفس القدر، مما يجعل أوروبا تواجه تحديات كبيرة في المستقبل".
وفي ما يخص الدور السعودي، اعتبر الباحث السياسي أن "المملكة العربية السعودية تواصل تعزيز مكانتها السياسية والاقتصادية على الصعيدين الإقليمي والدولي"، مبيّنًا أن "ابن سلمان يتمتع بشخصية محورية تحظى بثقة كلا الرئيسين الروسي والأمريكي، الأمر الذي يساهم في تعزيز دوره في الأزمة الأوكرانية".
من جهته، قال الدكتور إسماعيل خلف الله، الباحث السياسي المختص بالشأن الأوروبي، إن "الاتحاد الأوروبي شهد خلال الأيام الماضية محاولات من بعض الأطراف لإظهار الوحدة والتماسك، إلا أن الواقع يشير إلى وجود انقسامات واضحة داخل المجموعة". وأشار خلف الله إلى أن "أوروبا كانت تسعى لإعادة الاعتبار لما تعرضت له من إهانة في الملف الأوكراني، خاصة فيما يتعلق بتهميش دورها في المفاوضات التي قادتها الولايات المتحدة".
وأوضح في حديث عبر إذاعة "سبوتنيك"، أن "أوروبا لطالما اعتبرت نفسها حليفًا استراتيجيًا لأمريكا، وكانت تعتقد أنه من الممكن الوصول إلى اتفاقات دون الحاجة إلى إشراكها بشكل فعال، لكن الأزمة الحالية، وتحديدًا في ما يخص القضية الأوكرانية، أثبتت أن محاولات جمع أوروبا على طاولة التفاوض ستواجه صعوبة بالغة، نظرًا للدور الذي لعبته أوروبا في تصعيد الأزمة".
كما لفت الباحث السياسي إلى "وجود تماهٍ واضح بين اليمين المتطرف في أوروبا وترامب، مما يثير تساؤلات حول التحولات السياسية في الغرب". وطرح خلف الله "تساؤلًا هامًا حول إمكانية وجود قوة عسكرية بديلة للناتو في المستقبل"، إلا أنه أشار إلى أن "الأزمة التي تعيشها أوروبا حاليًا تجعل من المستحيل إنشاء أي قوة عسكرية جديدة في الوقت الراهن".
أما عن الدور السعودي في هذا الملف، أكد الباحث السياسي المتخصص في الشؤون الاستراتيجية والأمنية، الدكتور فواز كساب العنزي، أن "المملكة العربية السعودية تحظى بثقة دولية كبيرة في مساعيها لحل الأزمات الإقليمية والدولية". وأشار العنزي إلى أن "جهود الأمير محمد بن سلمان الدبلوماسية تأتي لصالح الأطراف المتحاورة في السعودية، ويعكس ذلك الدور البارز للمملكة في صناعة السلام".
وأوضح عبر "سبوتنيك" أن "المملكة لطالما سعت إلى حل النزاعات على المستوى العربي والإقليمي والدولي"، مشيرًا إلى أن "هناك واقعًا جديدًا برز مع الإدارة الأمريكية الجديدة، خاصة فيما يتعلق بالصراع الدائر في أوكرانيا". وأضاف أن "الولايات المتحدة تتجه نحو تسوية الملف الأوكراني، مع تحقيق بعض المكاسب السياسية".
كما عبّر عن "تفاؤله بإمكانية نزع فتيل الصراع في أوكرانيا الذي كان يهدد العالم بحرب عالمية ثالثة". وأشار إلى أن "اليوم سيشهد اجتماعًا تحضيريًا بين الوفدين الروسي والأمريكي في السعودية، حيث سيتم مناقشة المقترح النهائي، مع التوقعات بالتقارب في وجهات النظر قبيل القمة المرتقبة بين الرئيسين الروسي والأمريكي".