بداية ولادة طريق التنمية
صرح الخبير الاستراتيجي أمير الساعدي، في حديث لـ"سبوتنيك"، بأن "مشروع طريق التنمية المرتبط بميناء الفاو الكبير يمثل تحولا استراتيجيا واقتصاديا للعراق، ويضعه في قلب منظومة النقل العالمية عبر ربط آسيا وأوروبا وأفريقيا"، مشيرًا إلى أن "اتفاقية "تي آي آر" تعد من أهم المبادرات اللوجستية التي ستحدث نقلة نوعية في حركة التجارة العالمية".
وتابع الساعدي: "هذه النقلة النوعية ستجعل من العراق مونديالًا لوجستيًا عالميًا، حيث ستتوجه البضائع القادمة من آسيا إلى البصرة، ومنها عبر الطرق البرية إلى بغداد وتركيا، ما يسهم في تقليل كلف الشحن ووقت النقل بشكل كبير"، لافتًا إلى وجود تحديات جدّية تواجه هذا المشروع، أهمها ما وصفه بـ"المشكلة البحرية مع الكويت".
وبحسب البيانات الحكومية العراقية، فإن نظام "تي آي آر" سيسهم في تقليل مدة النقل بنسبة 80%، وتقليل التكاليف بنحو 38%، خاصة أن العراق يعد ممرًا رئيسيًا لوصول البضائع من الدول المنضمة إلى الاتفاقية، ما يسهم في تقليل الوقت المستغرق لنقل البضائع والتكاليف، ويوفر الآلاف من فرص العمل.
محور لوجستي إقليمي وسط دعم دولي
وخلال زيارة وفد من الاتحاد إلى بغداد، نُظّمت ورش عمل ناقشت أهمية الاتفاقيات الدولية مثل "تي آي آر" واتفاقية نقل البضائع الخطرة، ودورها في تسهيل التجارة وتعزيز الأمن وتقليل الحوادث، وأوضح الاتحاد، حينئذ أن "التعاون بين القطاعين العام والخاص عنصر حاسم لإنجاح النظام، ما يعزز مكانة العراق في التجارة الإقليمية والدولية ويدعم تحديث قطاع النقل".
وأضاف: "تعد تركيا من الدول الداعمة بقوة لهذا المشروع، نظرًا لكونها تمثل بوابة العبور الرئيسية من العراق إلى أوروبا"، لافتًا إلى "تصريحات وزير النقل العراقي، التي أكدت وجود رغبة لدى دول صديقة وشقيقة للانضمام إلى طريق التنمية، ما قد يشكل دفعة إضافية نحو توسيع إطار اتفاقيات النقل وتفعيلها ضمن بيئة آمنة ومستقرة".
واختتم الموسوي: "إيران أبدت رغبة واضحة في الارتباط بطريق التنمية من خلال خطوط السكك الحديدية، على أن يتم لاحقا ربط هذه الخطوط بشبكة النقل البري، ما يفتح آفاقا واسعة لربط شرق آسيا وبلدان مثل باكستان وأفغانستان بأوروبا عبر العراق، وجميع هذه المشاريع كان مفتاحها اتفاقية "تي آي آر".
سيجعل العراق محورا اقتصاديا عالميا
وفي حديث لـ"سبوتنيك"، أضاف الربيعي: "يتميز العراق، في هذا المشروع، عن باقي دول العالم بقدرته على توفير وقت الشحن بشكل كبير، إذ تشير تقديرات الخبراء إلى أن الفرق في سرعة النقل بين الطريق العراقي ومسارات أخرى قد يصل إلى 3 أسابيع، ما يعزز تنافسية المشروع دوليًا ويجعله الخيار الأمثل للربط بين الشرق والغرب".
وبيّن الربيعي أن "مشروع الربط عبر اتفاقية "تي آي آر"، الذي ينفذ بالشراكة بين وزارة النقل، وزارة المالية، الهيئة العامة للجمارك والموانئ العراقية، يشكّل حجر أساس في تحويل العراق إلى محور نقل إقليمي ودولي، وقد عرض وزير النقل مؤخرا على عدد من الشركات العالمية إمكانية الانضمام إلى هذا المشروع الواعد"، مؤكدًا "وجود مردودات اقتصادية هائلة للعراق وللشركات المشاركة".