شهادات حية تروي لـ"سبوتنيك" تفاصيل "مجازر" مدينة السويداء
10:00 GMT 25.07.2025 (تم التحديث: 15:14 GMT 01.11.2025)
© Photo / Social media
تابعنا عبر
حصري
بعد أيام على اندلاع الأحداث الدامية في محافظة السويداء جنوبي سوريا، حصلت وكالة "سبوتنيك" على شهادات حية من بعض أهالي المحافظة، تروي مشاهد موجعة عن انتهاكات بالجملة توزعت بين عمليات قتل جماعي طالت أطفالا ومدنيين ورجالا، وحرق منازل بعد سرقة محتوياتها، وإذلال وشتائم بأبشع الألفاظ.
إحدى السيدات اللواتي رفضن مغادرة منازلهن في مدينة السويداء، تروي في تسجيل صوتي خاص لـ"سبوتنيك": "بقيت في منزلي خلال الساعات الأولى لدخول القوات التابعة للحكومة الانتقالية، بمؤازرة مسلحين من بعض العشائر، حيث شاهدت عمليات إعدام ميدانية بحق عدد من المدنيين، بينهم أطفال"، وتضيف: "تم إطلاق النار عليهم بشكل مباشر، كما تم إحراق عدد من المنازل".
وأكدت أن "القوات الحكومية نهبت عددا كبيرا من المحال التجارية، وسرقت مصاغا ذهبيا وأموالا، كما اقتادت 8 شبان مكبّلين إلى ساحة تشرين في المدينة، حيث تم إطلاق النار عليهم مباشرة"، مشيرة أيضا إلى "قيام القوات الحكومية بإحراق أحد الشيوخ بعد تقييده على كرسي وإضرام النار فيه"، وفقا لها.
📹شهادات حية تروي لـ"سبوتنيك" تفاصيل "مجازر" مدينة السويداء
— Sputnik Arabic (@sputnik_ar) July 25, 2025
بعد أيام على اندلاع الأحداث الدامية في محافظة السويداء جنوبي سوريا، حصلت وكالة "سبوتنيك" على شهادات حية من بعض أهالي المحافظة، تروي مشاهد موجعة عن انتهاكات بالجملة توزعت بين عمليات قتل جماعي طالت أطفالا ومدنيين ورجالا،… pic.twitter.com/x9hQOAi09Z
من جهته، قال رجل من أهالي السويداء، إنه "حاول الاطمئنان على أحد أصدقائه عبر الاتصال بهاتفه المحمول، لكنه تفاجأ بأن القاتل هو من أجاب، وأخبره بأنه قتل صديقه، مهددا إياه بأنه سيكون التالي، مع توجيه إساءات دينية وطائفية وتهديدات بالقتل".
وأشار إلى وجود "عشرات الجثث في شوارع المدينة، والريف الغربي محروقة بشكل كامل، لم يتكمنوا من التعرف على هوياتهم".
في المقابل، صرحت طبيبة في مستشفى السويداء الوطني لـ"سبوتنيك" بأن "المستشفى تعرض لقصف بالقذائف المدفعية والصاروخية، ما أدى إلى خروج عدة أقسام عن الخدمة خلال الساعات الأولى من دخول القوات الحكومية إلى المدينة".
وأوضحت أن "الأطباء كانوا يعملون في القسم الرئيسي للمستشفى لتقديم الإسعافات الأولية، لكن القصف أدى إلى وفاة جميع المرضى الموجودين في قسمي الإسعاف والطوارئ".
وأضافت الطبيبة: "أعداد الجثث التي بدأت تصل إلى المستشفى خلال اليوم الأول من دخول القوات الحكومية كانت في تزايد كبير قسم كبير منها مقطوع الرأس، تجاوزت القدرة الاستيعابية للمشفى"، مؤكدة أن "معظم الحالات كانت لأطفال ماتوا جراء إصابتهم بشظايا، ولم يتمكن الطاقم الطبي من إسعافهم".
كما بينت أن "مسلحين من العشائر، برفقة عناصر من القوات الحكومية، نفذوا عمليات إعدام ميدانية داخل المستشفى، حيث أطلقوا النار على مصابين كانوا قد نُقلوا لتلقي العلاج، وذلك أمام أعين الكادر الطبي". وأوضحت أن "بعض الأطفال الذين تم إسعافهم سيعانون من إصابات دائمة مدى الحياة، نتيجة خطورة إصابتهم، إضافة إلى فقدانهم لذويهم".
وبخصوص الوضع الإنساني داخل المستشفى، أكدت الطبيبة أن "هناك مئات الجثث المتفسخة في ساحة المستشفى، ما ينذر بانتشار الأوبئة، خصوصا في ظل انقطاع التيار الكهربائي والمياه، وفقدان معظم الأدوية والمستلزمات الطبية"، واصفة المشهد بأنه "كارثة إنسانية كبيرة".
وفي تسجيل صوتي آخر حصلت عليه "سبوتنيك"، قالت فتاة من أهالي السويداء، تقيم في إحدى الدول العربية، إنها "بعد محاولات عديدة تمكنت من التواصل مع ذويها داخل المحافظة، حيث أكدوا لها أن أكثر من 20 قرية تم إحراقها بالكامل وتهجير سكانها".
وأضافت: "المنازل في القرى الآمنة – التي لم تدخلها القوات الحكومية ومسلحو العشائر – أصبحت تأوي خمس عائلات في المنزل الواحد، في حين أن هناك عائلات كاملة تم إبادتها ولم يبق منها أحد، ناهيك عن عدد المفقودين الذي تجاوز 300 شخص، بينهم نحو 80 سيدة لم يُعرف مصيرهن حتى اللحظة".
وأكد جميع الشهود الذين رووا ما حصل ويحصل في السويداء، أن "عمليات القتل الميداني كانت تستهدف النخب في السويداء، من أطباء ومحامين ومهندسين وإعلاميين وغيرهم، حيث تمت تصفيتهم بدم بارد بعد ضربهم وإذلالهم وتوجيه الإهانات لهم وسرقتهم"، مشددين على أن "المحافظة تعيش كارثة إنسانية حقيقية، في ظل انقطاع الكهرباء والمياه، والنقص الحاد في المواد الغذائية والأدوية وحليب الأطفال، وذلك للأسبوع الثاني على التوالي".
ووجّه الأهالي "نداءات استغاثة عاجلة لفتح ممرات إنسانية وتقديم مساعدات عاجلة لآلاف العائلات الموجودة داخل السويداء".
وكان الهلال الأحمر السوري، أدخل الأربعاء الماضي، قافلة مساعدات إنسانية تضم 66 طنا من الطحين، و4 آلاف سلة غذائية، إضافة إلى 10 آلاف عبوة مياه وصهاريج من الوقود، إلى محافظة السويداء جنوبي سوريا، عبر "معبر بصرى الشام" الإنساني شرقي درعا.
وارتفع عدد القتلى جراء أعمال العنف، التي اندلعت الأسبوع الماضي في السويداء جنوبي سوريا، إلى 1120 قتيلا، وفق حصيلة تناقلتها وسائل إعلام محلية.
وأحصى "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، عداد القتلى، إذ قُتل 427 مقاتلا و298 مدنيا من الدروز، وفي المقابل، قُتل 354 من عناصر وزارة الدفاع وجهاز الأمن العام السوريين، إضافة الى 21 شخصا من أبناء العشائر.
وكانت اشتباكات عنيفة اندلعت في السويداء، في 13 يوليو/ تموز الجاري، واستمرت لأيام عدة، بين مسلحين محليين وقبائل بدوية موالية للحكومة السورية الانتقالية، أسفرت عن مقتل مئات من المدنيين والعسكريين، أعقبها إعلان حملة عسكرية من قوات الحكومة السورية للسيطرة على المدينة.
وشنت إسرائيل، الأربعاء الماضي، غارات جوية استهدفت العاصمة السورية دمشق ومواقع تابعة للقوات الحكومية جنوبي البلاد، مطالبة بانسحاب هذه القوات، ومعلنة أن العملية تهدف إلى "حماية الدروز السوريين".
