فنان يرسم حياة الغزيين على كراتين المساعدات الإنسانية

يواصل الجيش الإسرائيلي، حربه على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ويتعرض القطاع لعشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، مع ارتكاب مجازر ضد المدنيين، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح غالبية من السكان.
Sputnik
ويعيش الفلسطينيون النازحون في قطاع غزة في مخيمات مكتظة، وأفادت الأمم المتحدة بأن 9 من كل 10 أشخاص في قطاع غزة نزحوا لمرة واحدة منذ بدء الحرب مقدرة عددهم بنحو 1.9 مليون فلسطيني من سكان القطاع البالغ عددهم قرابة 2.4 مليون نسمة تقريبا.

صناديق المساعدات

ومن خلال كراتين المساعدات الإنسانية، التي تصل إلى قطاع غزة المحاصر، وجد الفنان التشكيلي، أحمد مهنا، ضالته لتوثيق معاناة النازحين الذين أجبروا على ترك منازلهم بفعل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ولم يجد مهنا سوى كراتين المساعدات المتوفرة، بديلاً عن ورق الرسم الذي نفد من قطاع غزة منذ بداية الحرب، حيث فرضت إسرائيل قيودا على إدخال المواد الأساسية والسلع والبضائع.
1 / 17
صور لفنان يرسم حياة الغزيين على كراتين المساعدات الإنسانية
2 / 17
صور لفنان يرسم حياة الغزيين على كراتين المساعدات الإنسانية
3 / 17
صور لفنان يرسم حياة الغزيين على كراتين المساعدات الإنسانية
4 / 17
صور لفنان يرسم حياة الغزيين على كراتين المساعدات الإنسانية
5 / 17
صور لفنان يرسم حياة الغزيين على كراتين المساعدات الإنسانية
6 / 17
صور لفنان يرسم حياة الغزيين على كراتين المساعدات الإنسانية
7 / 17
صور لفنان يرسم حياة الغزيين على كراتين المساعدات الإنسانية
8 / 17
صور لفنان يرسم حياة الغزيين على كراتين المساعدات الإنسانية
9 / 17
صور لفنان يرسم حياة الغزيين على كراتين المساعدات الإنسانية
10 / 17
صور لفنان يرسم حياة الغزيين على كراتين المساعدات الإنسانية
11 / 17
صور لفنان يرسم حياة الغزيين على كراتين المساعدات الإنسانية
12 / 17
صور لفنان يرسم حياة الغزيين على كراتين المساعدات الإنسانية
13 / 17
صور لفنان يرسم حياة الغزيين على كراتين المساعدات الإنسانية
14 / 17
صور لفنان يرسم حياة الغزيين على كراتين المساعدات الإنسانية
15 / 17
صور لفنان يرسم حياة الغزيين على كراتين المساعدات الإنسانية
16 / 17
صور لفنان يرسم حياة الغزيين على كراتين المساعدات الإنسانية
17 / 17
صور لفنان يرسم حياة الغزيين على كراتين المساعدات الإنسانية
ولم يستطع الفنان مهنا تجاوز صدمة الحرب إلا بعد 3 أشهر، حيث قرر الوقوف من جديد، وفتح مرسمه الخاص، الذي يقع تحت منزله، في دير البلح وسط قطاع غزة، وشعر بأنه رجع إلى العالم الذي ينتمي إليه، ليأخذ دوره في إيصال معاناة سكان القطاع من خلال الرسم.
ويقول مهنا لوكالة "سبوتنيك": "منطقتنا تعرضت لقصف عنيف ودمرت بالكامل، كان الأمر مرعب ومخيف، لكني وجدت طريقة للتعبير عن معاناة الناس في قطاع غزة من خلال الرسم، وتحويل كراتين المساعدات إلى لوحات فنية، لتكون وسيلة فعالة لربط الأزمات الإنسانية التي يعانيها المواطنون بسبب استمرار النزوح والحصار الإسرائيلي المشدد، ونقص الغذاء والمياه وانتشار الأمراض".
ويضيف مهنا: "أوراق الرسم مفقودة، وتصل إلى قطاع غزة كراتين مساعدات إنسانية عبر مؤسسات دولية والأمم المتحدة، فقررت الاستفادة منها كوسيلة للتعبير عن المآسي التي تمر علينا منذ بداية الحرب، ووجدت أن هذه الصناديق مكتوب عليها ليس للبيع وليست للمقايضة، كما هي قضيتنا ليست للبيع والمقايضة، ووثقت عليها المشاهد اليومية التي نعيشها في قطاع غزة في ظل الحرب والحصار".
مساعدات عسكرية لإسرائيل ومقترح هدنة في لبنان وغزة.. ما دلالات سياسات واشنطن المتناقضة في المنطقة؟
ويعاني المواطنون في قطاع غزة من صعوبة في تأمين المياه الصالحة للشرب، إذ يضطرون إلى قطع مسافات طويلة للحصول على كميات محدودة، ويتّبعون إجراءات تقشفية في استخدام مياه الشرب، خوفا من انقطاعها وعدم تمكنهم من الحصول على كميات جديدة، وتتفاقم أزمة نقص الطعام مهددة حياة المواطنين بسبب استمرار الحرب وتشديد الحصار، ما أدى إلى تقنين أو منع إدخال المواد الغذائية التي كانت محدودة بالفعل.
ونجح الرسام مهنا في توثيق مشاهد الحصول على الماء والغذاء والمجاعة في قطاع غزة، ومشاهد النزوح، ويقول لوكالة "سبوتنيك": "إن الهدف من الرسم ليس توثيق ما يحدث من جرائم فحسب، بل إيصال رسالة إلى العالم، مفادها أن هناك شعبا في قطاع غزة يحب الحياة، ولديه حاجات عدا الطعام والشراب، ونريد من خلال الفن إيصال رسالة للعالم بضرورة وقف الإبادة الجماعية والنزوح القسري وعدم اعتياد المشهد".
الزراعة في فناءات المنازل المدمرة وفوق الأسطح وسيلة أهالي شمال غزة لتجاوز المجاعة
واعتاد مهنا على تحدي الظروف، فعندما لم يجد الأدوات الملائمة للرسم، استخدم ما هو متاح له، كورقة وقلم مثلاً، أو ربما جدار، وقد تفي بالغرض قطعة قماش، أو لوح زجاجي أو خشبي، لكن بعين الفنان فإن هذه الأشياء "البالية" يمكن أن تتحول إلى لوحة فنية ملهمة.
وعن الصعوبات التي تواجه عمله يقول الرسام أحمد: "اللوحات يتم رسمها بالفحم النباتي، وهذا النوع لا يثبت لمدة طويلة على اللوحة، وبعد فترة يتلاشى الرسم، بعكس الأدوات التي كنا نعمل عليها في السابق، وصناديق المساعدات أحصل عليها من المنظمات الدولية العاملة في القطاع، ومن النازحين، ولكنها لا تكفي، لذلك أضطر للذهاب بنفسي والبحث عن صناديق صالحة، من الشوارع والأزقة".
ويضيف: "حظيت بتفاعل كبير لم يكن متوقعا على الإطلاق، وكذلك هناك مطالبات مستمرة بنقل قضايا أخرى يعانيها النازحون، وكل لوحة أعيش معاناتها خلال الرسم، وأعيش حالتها لمرة واحدة فأضع داخلها تلك المشاعر، سواء كانت حبا أو خوفا أو غضبا أو حزنا عميقا، مثل لوحة الدوائر المتصلة التي تشبه الدوامات المحيطة بحياة قاطني مدينة الموت من أجل توفير الحاجات الأساسية يوميا، وحركة المارين من وإلى المستشفى، والتي أصبحت ضمن رويتنهم اليومي بفعل كثافة الغارات وانتشار الأمراض".
عباس: إسرائيل دمرت غزة بالكامل تقريبا ولم تعد صالحة للحياة
وهذه اللوحات الجميلة على صناديق المساعدات جعلت بعض الفنانين التشكيلين ينضمون إلى الفنان أحمد مهنا، في محاولة رسم الواقع في قطاع غزة، ومن بين هؤلاء الفنان التشكيلي، مصطفى أبو عون، الذي بادر في رسم لوحات عن قطاع غزة برفقة الرسام مهنا.
ويقول مصطفى لـ"سبوتنيك": "فكرة الرسام أحمد مهنا رائعة، في إيصال صورة عما يحدث في قطاع غزة، خاصة أنه يستخدم جزء من مكونات الحرب، وهي صناديق المساعدات، وكان موفق في هذا الخيار، ولهذا شعرت بأن هذه الفكرة تخصني أيضا، لكي أعبر عما يحدث من مشاهد يومية خلال الحرب على قطاع غزة".
ويضيف: "قضيتنا ليست قضية إنسانية، بحاجة إلى صناديق مساعدات أو غيرها، نحن قضية شعب له وطن يريد أن يتحرر من الاحتلال، وقضيتنا ليست للبيع كما هو مكتوب على لوحات الرسم".
مجتمع
البنك الدولي: نسبة الفقر في غزة تبلغ عتبة الـ100% وكل سكان القطاع يعانون منه

عاطل عن العمل

تحمل لوحات الفنان مهنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي عناوين مثل "معركة من أجل البقاء" و"عاطل عن الأمل"، مستشهدًا بمقولة الشاعر الفلسطيني، مريد البرغوثي: "فإن الأمل ذاته موجع حينما لا يكون سواه"، ويأمل الفنان التشكيلي أن تنقل رسوماته رسالة قوية للعالم أجمع.
ويواصل الجيش الإسرائيلي حربه على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وفي اليوم الـ360 ارتفع عدد القتلى منذ بداية الحرب على القطاع، إلى 41,615 قتيل غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 96,359 آخرين.
وفي 7 أكتوبر/ تشرين الأول، شنّ مقاتلون من "حماس" هجوما على جنوب إسرائيل أدى لمقتل 1200 إسرائيلي، وفقا لبيانات إسرائيلية رسمية، وردا على هجوم "حماس"، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء" على الحركة، وتقول إسرائيل إن 130 أسيرا ما زالوا محتجزين في غزة، بينهم 30 ماتوا، من إجمالي 250 شخصاً خطفوا في 7 أكتوبر/ تشري الأول.
قناة إسرائيلية تكشف سبب تراجع إسرائيل عن اغتيال السنوار
خبير: اغتيال نصر الله تم بتنسيق كامل مع البيت الأبيض
مناقشة