وافتتح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أعمال القمة الخليجية - الأمريكية، بالقول: "قمتنا تؤكد على استمرار التعاون والتنسيق تجاه القضايا الإقليمية والدولية والتي تهدف إلى إرساء الأمن في المنطقة"
وأضاف ابن سلمان في كلمة له: "إننا حريصون على استمرار التعاون والتنسيق مع أميركا من أجل استقرار المنطقة"، وأضاف: "دول مجلس التعاون الخليجي تشارك الولايات المتحدة إيمانها بضرورة تعزيز التعاون التجاري بين الطرفين".
وأشاد ابن سلمان "بالقرار الذي اتخذه ترامب أمس برفع العقوبات عن سوريا".
وحول الوضع في قطاع غزة، قال ابن سلمان: "نسعى لوقف التصعيد في المنطقة وإنهاء حرب غزة ، والتوصل إلى حل شامل للقضية الفلسطينية"، مشددا على سعي بلاده لوقف إطلاق نار كامل في السودان.
من جهته، قال ترامب في كلمته خلال القمة: "إدارة الرئيس السابق جو بايدن خلقت فوضى في المنطقة من خلال سماحها بالعدوان الذي مارسته أذرع إيران في المنطقة"، مضيفًا: "لا يمكن لإيران الحصول على سلاح نووي ويجب تطبيق العقوبات الأمريكية على طهران".
وتابع: "نبحث تطبيع العلاقات مع الحكومة السورية الجديدة ووزير الخارجية روبيو سيلتقي بنظيره السوري في تركيا خلال أيام".
وأعلن ترامب أن "السعودية ستنضم إلى الاتفاقيات الإبراهيمية "في الوقت الذي تختاره"، مشيرا إلى أن "الولايات المتحدة ستسعى إلى ضم المزيد من البلدان إلى هذه الاتفاقيات"،و مشددا على أن "صداقة مهمة" تجمع الولايات المتحدة مع الدول الخليجية".
وبشأن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، قال ترامب إنه "يجب الإفراج عن كل الرهائن في غزة والعمل من أجل إحلال السلام بدعم من قادة هذه القمة".
وقال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم محمد البديوي، في كلمته خلال فعاليات القمة: "الشراكة الخليجية الأميركية تنطلق من أرضية صلبة تدعمها الأرقام والوقائع، وتتجسد في مجالات الطاقة والاستثمار والدفاع"، مشيرا إلى أن "حجم التبادل التجاري بين الجانبين تجاوز 120 مليار دولار أميركي خلال عام 2024، مع تنامي واضح للاستثمارات الخليجية في الولايات المتحدة".
وشدد البديوي على أن "العلاقة بين الولايات المتحدة ودول الخليج العربي، مبنية على الاحترام والمصالح المشتركة"، مؤكدا أن "هذه العلاقات تتعزز بوجود عشرات الآلاف من الطلبة الخليجيين في الجامعات الأميركية".
من جهته، دعا أمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، إلى "إطلاق مبادرات مشتركة بين دول الخليج وواشنطن في الاستثمار في البنية التحتية الذكية، ودعم الابتكار وريادة الأعمال، وتعزيز التجارة الحرة والعادلة".
وأثنى في كلمته خلال القمة، على "التعاون بين واشنطن ودول مجلس التعاون، لا سيما الكويت، في مجال الاستثمار"، معربًا "عن تطلعه لزيادة حجم الاستثمار مع أمريكا، باعتبارها حليفا استراتيجيا".
وإذ شدد على أن "دول مجلس التعاون جسدت وحدة مواقفها في دعم أمن المنطقة واستقرارها"، مشيرًا إلى "ضرورة تعزيز جهود المجتمع الدولي لضمان أمن واستقرار سوريا، وإنهاء معاناة شعبها، ووقف التدخلات الخارجية في شؤونها".
وأعرب ملك البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، في كلمته خلال القمة، عن "تقديره للمساعي الدبلوماسية الفاعلة التي يقوم بها ترامب في سبيل تحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم"، مثمنا "قراره برفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا".
وأضاف: "نتطلع إلى مزيد من التعاون للوصول إلى منطقة آمنة ومستقرة ومزدهرة تشمل جميع دولها"، مشيرا إلى أن "هذه السياسة الحكيمة فرصة فريدة للمضي معا نحو إحلال سلام عادل ودائم، يضمن حقوق الشعب الفلسطيني من خلال حل الدولتين، ويحفظ الأمن والاستقرار الإقليمي، ويسهم في جعل المنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل".
وأكد أن "نجاح المفاوضات الجارية بين أمريكا وإيران سيعزز الاستقرار ويرفع مستويات الازدهار لدول المنطقة"، مشيدا "بالدورالإنساني للمملكة العربية السعودية في طرح ومساندة المبادرات السلمية ونزع فتيل الحروب، ولعل من أهمها مؤخرا ما تعلق بوقف الحرب الروسية الأوكرانية".
وشدد على "حرص بلاده الدائم على تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية مع الولايات المتحدة الأمريكية، لزيادة الاستثمارات وحجم التبادل التجاري، انطلاقا من الشراكة الاستراتيجية المتميزة التي تجمع بين البلدين الصديقين".
وفي كلمته خلال فعاليات القمة، أعرب نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي والممثل الخاص لسلطان عمان أسعد بن طارق آل سعيد، عن "قلق بلاده البالغ إزاء الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، والناجمة عن عقود من الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني للأراضي الفلسطينية".
وأشار إلى أن"الظلم المستمر إلى جانب عجز المجتمع الدولي عن تحقيق سلام عادل، جوهر الكثير من التحديات الإقليمية".
وأعرب عن تقديره لدور الرئيس الأمريكي في "إنهاء الصراع مع اليمن وعودة انسياب الملاحة الآمنة في البحر الأحمر"، آملا أن "تمهد تلك الخطوة الطريق أمام مزيد من النجاح في الملف اليمني، تحقيقا للسلام والازدهار للبلد العربي الشقيق".
ولفت إلى "تطلع بلاده لاستمرار القيادة العالمية لإدارة ترامب لإنهاء الصراع الطويل الأمد، الذي يلقي بظلاله على المنطقة لفترة طويلة".
من جهته، قال ولي عهد أبو ظبي الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، الذي ترأس وفد دولة الإمارات إلى القمة الخليجية – الأمريكية: " تمثل هذه القمة الاستثنائية، فرصة طيبة لتوثيق علاقات الصداقة والتعاون التاريخية بين دول مجلس التعاون والولايات المتحدة الأمريكية، من خلال الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين".
وأعرب عن "ثقته بأن هذه القمة تسهم في تعزيز هذه الشراكة الاستراتيجية، ودفع العلاقات بين الجانبين إلى مزيد من التقدم والنمو في المجالات كافة، واضعة في أولوياتها أهمية تعزيز التنسيق والتكامل في المسارات السياسية والاقتصادية والأمنية في الإطار الخليجي والأمريكي، بما يخدم مستقبل شعوبنا نحو التنمية والازدهار".
وأكد "أهمية الدور المحوري الذي تقوم به واشنطن في تعزيز أمن واستقرار المنطقة"، مشيدا "بالمبادرات التي تهدف إلى إيجاد حلول سلمية مستدامة لعدد من القضايا الإقليمية والدولية"، مؤكدا دعم "الإمارات للتعاون البناء مع إدارة ترامب، والجهود الهادفة إلى إيجاد حلول مستدامة للتحديات الإقليمية".
وشدّد على "أهمية التنسيق لإيجاد حل دائم لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين، إضافة إلى الوصول إلى تسوية عادلة تضمن حقوق الشعب الفلسطيني من خلال قيام دولة فلسطينية مستقلة على خطوط 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
وكان اختتم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الثلاثاء، برنامج أعمال اليوم الأول من "رحلة الشرق الأوسط"، حيث أظهرت بعض القرارات ملامح مستقبلية للمنطقة.
وحملت كلمة ترامب بين طياتها تأكيدًا على إعادة رسم معالم التعاون الأمريكي - الخليجي، وشملت كلمته وتصريحاته بعد اليوم الأول، نقاطًا مهمة عدة.
صفقة دفاعية ودعم اقتصادي
كشف ترامب عن صفقة دفاعية بقيمة 142 مليار دولار مع المملكة العربية السعودية، تشمل تزويد الرياض بمنظومات دفاعية متطورة، في إطار "تعزيز الأمن الإقليمي ومواجهة التحديات المشتركة"، على حد وصفه.
كما نوّه بالتوصل إلى اتفاقيات استثمارية تتجاوز قيمتها 400 مليار دولار، تشمل مشروعات بنية تحتية ضخمة في السعودية، مثل مطار الملك سلمان الدولي ومدينة القدية، إلى جانب استثمارات سعودية في البنية التحتية الأمريكية وقطاع الطاقة.